كشفت القناة 14 الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة تدرس للمرة الأولى السماح لإسرائيل بالحصول على أسلحة متقدمة تشمل "قاذفات الشبح" B-2 وقنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57، في إطار دعم عسكري محتمل لمواجهة التهديد النووي الإيراني.
هذه الخطوة تأتي ضمن مشروع قانون جديد مشترك بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تم تقديمه في الكونغرس الأمريكى الأربعاء ، ويهدف إلى تمكين إسرائيل من التعامل باستقلالية عسكرية تامة في حال تجاوزت إيران ما يُعرف بـ"الخطوط الحمراء" في برنامجها النووي.
فما هي قاذفات B-2 سبيريت الشبحية؟
هذا النوع من القاذفات ذات قدرة عالية على اختراق أنظمة الدفاع الأكثر تطورًا، وقد استخدمته أمريكا فى الهجوم الذى شنته على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض؛ فى الهجوم الذي أطلق عليه اسم "مطرقة منتصف الليل"، باستخدام سبع قاذفات شبح من طراز "بي-2" لم ترصدها الدفاعات الجوية الإيرانية.
وطائرات الشبح هي طائرات تستخدم تقنية التخفي، لتجنب اكتشافها من قبل رادارات الدفاع الجوي.
هذه الطائرات الضخمة، التي يزيد طول جناحيها عن 50 متراً، هي الوحيدة القادرة على حمل قنبلة GBU-57 الخارقة للذخائر الضخمة، وهي قنبلة تزن 30 ألف رطل (13608 كيلو جرامات ) قادرة على اختراق المخابئ.
يمكن تجهيز القاذفة بي-2 لحمل القنابل الأمريكية (جي.بي.يو-57) زنة 30 ألف رطل المصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض، وهو سلاح يستخدم لاستهداف البرنامج النووي الإيراني.
تمثل القاذفة الشبح (بي-2 سبيريت) التابعة لسلاح الجو الأمريكي إحدى أكثر الأسلحة الاستراتيجية تطورا لدى الولايات المتحدة بقدرتها على اختراق الدفاعات الجوية المتطورة وتوجيه هجمات دقيقة ضد أهداف محصنة مثل شبكة منشآت الأبحاث النووية الإيرانية الواقعة تحت الأرض.
ما هى مواصفات "الشبح"؟
تبلغ تكلفة الطائرة الأمريكية من هذا النوع حوالي 2.1 مليار دولار مما يجعلها أغلى طائرة عسكرية على الإطلاق. وصنعتها شركة نورثروب جرومان بتكنولوجيا التخفي المتطورة، وبدأت إنتاجها في أواخر الثمانينيات ولكن جرى الحد من تصنيعها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. ولم يتم إنتاج سوى 21 قاذفة فقط بعد إلغاء وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) برنامج الاستحواذ الذي كان مخططا له.
ويتيح مدى القاذفة الذي يزيد عن 6000 ميل بحري دون إعادة التزود بالوقود قدرات هجومية من القواعد الأمريكية المنتشرة في أنحاء العالم. ومع إعادة التزود بالوقود جوا، يمكن للقاذفة الوصول إلى أي هدف في جميع أنحاء العالم تقريبا، كما ثبت في مهمات من ميزوري إلى أفغانستان وليبيا.
وتسمح حمولتها التي تزيد عن 40 ألف رطل بحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية والنووية. وصممت مخازن الأسلحة الداخلية للقاذفة خصيصا للحفاظ على خصائص التخفي مع استيعاب حمولات كبيرة من الذخائر التي يمكن أن تشمل قنبلتين من طراز جي.بي.يو-57 إيه/بي (موب) الخارق للتحصينات والدقيق التوجيه. وتزن القنبلة الواحدة 30 ألف رطل.
ويقلل تصميم الطائرة، لتحمل طيارين اثنين، من عدد الأفراد المطلوبين للحفاظ على الكفاءة التشغيلية وذلك بفضل الأنظمة الآلية المتقدمة.
يذكر أن مشروع القانون الأمريكى لتسليح إسرائيل بهذه القاذفات يقوده كل من النائبان الجمهوري مايك لولر والديمقراطي جوش غوتهايمر، اللذان شددا على أن إسرائيل "أقرب حليف عسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، ويجب أن تكون قادرة على التحرك منفردة لمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي.
كما ينص مشروع القانون على أنه "لا يجوز تحت أي ظرف من الظروف السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية"، ويدعو إلى تزويد إسرائيل بأي دعم عسكري ضروري، بما في ذلك أسلحة كانت حتى الآن مخصصة حصريًا للجيش الأمريكى.
ويأتي هذا التحرك في ظل تقارير استخباراتية تحدثت عن تجدد النشاط داخل منشآت نووية إيرانية تحت الأرض، ما يعيد ملف الردع النووي إلى صدارة الأولويات في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.
0 تعليق