في تصعيد جديد على صعيد الحرب التجارية، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن شكوكه حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع اليابان، موجهاً انتقادات لاذعة لطوكيو، ومتهما إياها بعدم شراء الأرز والسيارات الأمريكية، رغم الأرقام الرسمية التي تُفنّد هذه الادعاءات.
ترامب: اليابان وغيرها سرقونا طوال 40 عاماً
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن طائرة الرئاسة «إير فورس وان» مساء أمس الثلاثاء، قال ترامب: «لقد تعاملنا مع اليابان..لا أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق، أشك في ذلك..لقد اعتادوا هم وغيرهم على سرقتنا طوال 30 أو 40 سنة، لذلك من الصعب عليهم إتمام أي اتفاق الآن..لقد اعتادوا على التدليل ولن نسمح بذلك مجدداً»
وجاءت هذه التصريحات قبل أيام من انتهاء مهلة الـ90 يوماً التي جمّد خلالها ترامب فرض رسوم جمركية إضافية على الصادرات اليابانية، والتي تنتهي في 9 يوليو الجاري.
وكانت اليابان من بين الشركاء التجاريين الذين يسعون للتوصل إلى تسويات ترضي البيت الأبيض، خاصة بعد أن فرض ترامب في 2 إبريل رسوماً بنسبة 24% على صادرات طوكيو، قبل أن يجمّد القرار مؤقتاً، بحسب تقرير لصحيفة Financial Times.
اتهامات غير دقيقة بشأن الأرز والسيارات
وزعم ترامب على منصات التواصل الاجتماعي يوم الاثنين أن اليابان لا تشتري الأرز الأمريكي، وكرّر الادعاء ذاته في تصريحاته يوم الثلاثاء: «إنهم بحاجة ماسة إلى الأرز، لكنهم لا يأخذون شيئاً منه..لم نبع لهم سيارة واحدة خلال عشر سنوات».
لكن بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي تكشف أن اليابان اشترت العام الماضي 298 مليون دولار من الأرز الأمريكي، وفي الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي وحدها اشترت ما قيمته 114 مليون دولار.
كما أشارت رابطة مستوردي السيارات اليابانية إلى أن اليابان استوردت 16,707 سيارات أمريكية العام الماضي فقط.
تهديد بفرض رسوم جمركية جديدة
أكد ترامب أنه لا ينوي تمديد فترة التجميد الجمركي، وقال: «لست أفكر في تمديد المهلة، بعض الدول قد نمنعها من التجارة تماماً، لكن في معظم الحالات سنُحدد نسبة الرسوم».
وأضاف: «سأبعث لهم برسالة أقول فيها: نشكركم، ونعلم أنكم غير قادرين على تقديم ما نطلبه، وبالتالي ستدفعون رسوماً بنسبة 30% أو 35%، أو أي رقم نُحدده».
تهديدات بحرمان بعض الدول من التجارة
رفض ترامب تمديد مهلة تعليق الرسوم بعد 9 يوليو، والتي بدأ سريانها في 2 إبريل حين أعلن فرض رسوم بنسبة 24% على جميع الواردات من اليابان، ثم خفضها إلى 10% مؤقتاً لإتاحة المجال للتفاوض.
وقال: «لست أفكر في التمديد، بعض الدول لن يُسمح لها بالتجارة من الأساس».
وكان ترامب قد وعد بتوقيع 90 اتفاقاً خلال فترة التهدئة، لكن حتى الآن، المملكة المتحدة وحدها وقّعت اتفاقاً جديداً مع واشنطن.
الجمود مستمر بسبب الرسوم على السيارات
تُعد السيارات محور الخلاف الأبرز في المحادثات التجارية بين واشنطن وطوكيو.
إذ تطالب اليابان بخفض الرسوم الأمريكية المفروضة بنسبة 25% على السيارات، وهو ما يرفضه ترامب حتى الآن.
وفي محاولة لكسر الجمود، التقى رئيس الوزراء الياباني شينغرو إيشيبا بترامب منتصف يونيو الماضي على هامش قمة مجموعة السبع، لكن اللقاء لم يسفر عن تقدم ملموس.
طوكيو تطالب بضمانات..«هذه هي الصفقة النهائية»
في المقابل، تجنّب المسؤولون اليابانيون الرد بشكل مباشر على تصريحات ترامب.
حيث قال كازوهيكو آوكي، نائب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني: «المفاوضات مستمرة، والحكومة اليابانية على دراية بتصريحات الرئيس ترامب، لكنها ترفض التعليق عليها».
وشدّد على أن اليابان ستواصل المشاركة بجدية وإخلاص في النقاشات الرامية إلى التوصل لاتفاق يُرضي الطرفين.
وكشف مصدر مطّلع على المفاوضات أن اليابان بدأت تتقبل فكرة عدم الإعفاء من الرسوم على السيارات، لكنها تُصر على أن أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يكون نهائياً وملزماً، دون أي زيادات مستقبلية.
وقال المصدر: «الشركات اليابانية بحاجة إلى وضوح في نسب الرسوم كي تبدأ التخطيط. لذلك تطالب طوكيو باتفاق يُعتبر بمنزلة عهد من واشنطن بعدم التصعيد لاحقاً».
ورغم الاجتماعات المتكررة بين المفاوضين من الجانبين، لا تزال المحادثات تراوح مكانها، مع ازدياد المخاوف من اندلاع حرب تجارية جديدة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل المهلة المحددة.
0 تعليق