تباينات داخل إسرائيل وضغوط دولية متزايدة لإنهاء الحرب في غزة - هرم مصر

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 


تعيش الساحة الإسرائيلية حالة من التوتر والتباين السياسي والعسكري بشأن مستقبل الحرب في قطاع غزة، وسط تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية للدفع نحو وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل للأسرى تضع حدًا للصراع المستمر منذ أكتوبر 2023.

خلافات داخل المؤسسة العسكرية

كشفت مصادر عبرية عن وجود خلافات متنامية داخل الجيش الإسرائيلي بشأن جدوى الاستمرار في العمليات العسكرية في القطاع، في ظل عدم وضوح الأهداف المتبقية وتصاعد التكلفة البشرية والاقتصادية. وفيما يرى قادة عسكريون أن الحرب حققت "إنجازات استراتيجية"، يعتبر آخرون أن استمرارها قد يهدد حياة الأسرى الإسرائيليين ويعمق الأزمة.

أزمة تمويل الحرب

صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلت عن مسؤولين أمنيين أن الجيش يطالب بزيادة فورية للميزانية بقيمة 60 مليار شيكل لتمويل الحرب على إيران و"عملية عربات غدعون" في غزة. وتشمل المطالب شراء صواريخ "حيتس" وعتاد حربي واقٍ للجنود، لكن وزارة المالية تعارض هذه المطالب، ما أدى إلى تأخير في التمويل وعرقلة تجديد المخزونات.

إشارات أمريكية متزايدة لوقف الحرب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريح مقتضب عبر منصته "تروث سوشيال"، دعا إلى التوصل السريع إلى "صفقة غزة" تضمن وقف القتال وإعادة المحتجزين الإسرائيليين. وترافقت هذه الدعوة مع تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة دعا فيها إلى "التحلي بالشجاعة السياسية" من أجل إنهاء الحرب.

وفي سياق موازٍ، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الإدارة الأمريكية تبذل جهودًا مشتركة مع تل أبيب لإفشال مشروع قرار في مجلس الأمن يهدف إلى وقف نشاط صندوق المساعدات الإنسانية لغزة (GHF)، وسط اتهامات روسية بحدوث تجاوزات في توزيع المساعدات.

تدهور إنساني غير مسبوق في غزة

أفادت وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي بلغ منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 56،500 شهيد، إلى جانب نحو 134 ألف جريح. وخلال الـ24 ساعة الماضية فقط، سجلت المستشفيات 28 شهيدًا و223 إصابة، مع استمرار وجود ضحايا تحت الأنقاض يصعب الوصول إليهم بسبب القصف.

مواقف متضاربة بشأن صفقة الأسرى

القيادي في حركة "حماس" محمود مرداوي اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتلاعب بمشاعر عائلات الأسرى وفرض شروط تعجيزية تعيق التوصل إلى صفقة تبادل شاملة. وقال مرداوي إن نتنياهو يصر على إطلاق عدد محدود من الأسرى الإسرائيليين، ويتجاهل إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل يشمل الجميع.

في المقابل، شدد نتنياهو خلال زيارته إلى مقر جهاز "الشاباك" على أن الحرب أزالت "تهديدين وجوديين" عن إسرائيل، مشيدًا بالتقدم التكنولوجي والاستخباري، ومشيرًا إلى أن "فرصًا إقليمية كبرى" باتت مفتوحة أمام إسرائيل بعد ما وصفه بـ "النصر".

تحركات ميدانية وخطط مستقبلية

أفادت القناة "كان" الإسرائيلية بأن الجيش بدأ بنشر "فرقة جلعاد" (96) على الحدود مع الأردن، في حين يستعد لاستكمال السيطرة على ما تبقى من قطاع غزة، حيث يسيطر حاليًا على نحو 65% من مساحته، وفق مصادر أمنية. ويجري الكابينت الأمني المصغر اجتماعات متكررة في مقر القيادة الجنوبية ببئر السبع لمراجعة خطط الحرب ومصير الصفقة.

تحركات دبلوماسية مكثفة

في إطار الجهود الإقليمية، أجرى وزير الخارجية المصري محادثة هاتفية مع المبعوث الأمريكي ويتكوف، شدد فيها على ضرورة وقف إطلاق النار، إدخال المساعدات، والإفراج عن الأسرى والرهائن. كما أكد على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي السبيل الوحيد لتفادي دوامة التصعيد المستمر في المنطقة.

من جانبها، شددت قطر على ضرورة فصل الجانب الإنساني عن العسكري في إدارة الأزمة، وانتقدت "التعنت الإسرائيلي" في منع دخول المساعدات، فيما أكدت استمرار الجهود الدولية للوصول إلى حل سياسي يشمل الملفين الفلسطيني والإيراني.

دعوات داخلية لإنهاء الحرب

وفي تعبير نادر، قال الوزير الإسرائيلي يعقوب مارغي: "الجميع يدرك أن الحرب يجب أن تنتهي، ويجب إعادة المختطفين والأموات"، وهو تصريح يعكس شعورًا داخليًا متزايدًا في إسرائيل بضرورة إنهاء النزاع وإنقاذ ما تبقى من الرهائن بأسرع وقت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق