خروج أفريقي مبكر من مونديال الأندية.. نتائج محبطة وأمل مستمر - هرم مصر

رؤيه نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
هل تتعلم أفريقيا من التجربة؟

رغم مشاركة قوية من حيث الحضور، إلا أن الحصيلة النهائية لمشاركة الرباعي الأفريقي في كأس العالم للأندية 2025 جاءت دون التطلعات، بعد خروج كل من الوداد المغربي، الأهلي المصري، صن داونز الجنوب أفريقي، والترجي التونسي من دور المجموعات.


وعلى الورق، يبدو أن الأرقام لا ترحم، حيث اكتفى ممثلو القارة السمراء بانتصارين فقط من أصل 12 مباراة، في مشهد يعكس تراجعًا جماعيًا في النتائج، رغم بعض اللمحات الإيجابية التي ظهرت في بعض المواجهات.

ظروف صعبة.. ومجموعات نارية
لكن الأرقام وحدها لا تروي القصة كاملة. إذ أن القرعة أوقعت الأندية الأفريقية في مجموعات نارية، ضمّت عمالقة من أوروبا وأميركا الجنوبية، مثل مانشستر سيتي، يوفنتوس، بورتو، بوروسيا دورتموند، بالميراس وفلامنجو، وهو ما جعل المهمة شبه مستحيلة من البداية.

فريق الوداد مثلًا، دخل البطولة وهو يعيش أزمة إدارية وفنية ممتدة منذ موسمين، ولم تكن صفقاته المتأخرة كافية لتحقيق قفزة نوعية. أما الترجي، فقد واصل أداءه غير المقنع أفريقيًا، بينما الأهلي كان مرهقًا ذهنيًا وبدنيًا بعد موسم شاق محليًا وقاريًا.

في المقابل، خاض صن داونز البطولة بعد صدمة خسارة نهائي دوري أبطال أفريقيا، وتأثر فنيًا ومعنويًا رغم محاولاته لإظهار كرة قدم هجومية ممتعة.

لحظات مشرقة رغم الإقصاء
وعلى الرغم من الإقصاء، إلا أن بعض الفرق الأفريقية تركت بصمة مشرّفة، أبرزها الأهلي المصري الذي قدّم واحدة من أكثر مباريات البطولة إثارة أمام بورتو، في تعادل تاريخي 4-4، كأول فريق أفريقي يسجل 4 أهداف في مرمى فريق أوروبي في المونديال.

كما ظهر الوداد بشكل قوي أمام مانشستر سيتي، خصوصًا في الشوط الأول من اللقاء الذي انتهى بخسارة 0-2، بينما فاز الترجي على لوس أنجلوس إف سي الأميركي، وحقق صن داونز انتصارًا على أولسان الكوري الجنوبي، بجانب مباراة مثيرة ضد دورتموند انتهت 3-4 رغم الفرص العديدة التي أهدرها الفريق الأفريقي.

فجوة مالية.. ومواهب غير مستثمرة
من الجوانب التي برزت خلال البطولة، الفارق المالي الكبير بين أندية أفريقيا وباقي المنافسين، حيث جاءت الأندية الأربعة ضمن أقل 8 فرق من حيث القيمة السوقية: الأهلي (50 مليون يورو)، صن داونز (35 مليون)، الترجي (20 مليون)، والوداد (18 مليون).

ويعود ذلك إلى غياب البنية التحتية الرياضية المتطورة، ضعف الاستثمار في قطاع الشباب، ومحدودية التخطيط الاستراتيجي، رغم وجود خامات بشرية هائلة تنتظر من يستثمر فيها.

يبقى السؤال الأهم: هل سيتم استخلاص العبر من هذه المشاركة؟ فالفشل في حد ذاته ليس كارثة، بل الإصرار على تكرار الأخطاء دون مراجعة هو ما يُثير القلق.

ورغم الخروج الجماعي، إلا أن البطولة أظهرت أن الأندية الأفريقية تملك القدرة على المنافسة في بعض الفترات، لكنها تحتاج إلى تطوير شامل يبدأ من الداخل، من التخطيط والتكوين، إلى البنية والاحترافية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق