27 يونيو 2025, 11:16 صباحاً
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرّب إليه بطاعته، واجتناب نواهيه ومساخطه.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة: "إن المرء يتقلّب في نعم الله ونعيمه في كل لحظة يعيشها، وفي كل نفس يتنفسه، وفي كل غمضة عين وانتباهتها، في نعم لا تُعد ولا تُحصى، فاستشعروا نعم الله -رحمكم الله-، فإذا كنت تتنفس فغيرك لا يتنفس إلا بالأجهزة، وإذا كنت تعيش حياتك وحيويتك فآخر فاقد الوعي والشعور لسنوات".
وأوضح أن النعم تُحفظ وتُستدام بالاعتراف بها، وتذكرها على الدوام بالاستغفار، وبصرفها في مرضاة الله وطاعته، مع الخضوع للمنعِم، ومحبته، وتعظيمه، ومن أعظم ما تُحفظ به النعم وتُستبقى وتزداد، شكر المنعِم -سبحانه-.
وبيّن أن الشكر يكون بالقلب، وباللسان، وبالأفعال. فالشكر بالقلب يكون بالاعتقاد الجازم أن مانح النعم ومسديها هو الله وحده لا شريك له، وأن المخلوق لا دخل له فيها. والشكر باللسان يكون بالتحدث بها لا رياءً ولا استكبارًا، بل ثناءً على الله في تواضع وإخبات، وخوف من زوالها. أما الشكر بالأفعال فهو استعمال النعمة في طاعة الله، والحذر من استخدامها في المعصية.
وأكد فضيلته أن النعم إذا شُكرت قرّت، وإذا جُحدت فرّت، فهي "وحشية فرارة" لا يقيّدها إلا الشكر، ومن ضيّع حق الله، فهو لما سواه أضيع.
وأضاف: "تعهّد -يا عبدالله- نفسك بمراقبة ربك، احفظ الله يحفظك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، والتوفيق لشكر نعم الله من دلائل العبودية، وإخبات العبد لربه وخضوعه له".
وحذّر الشيخ بن حميد من المسلك الإبليسي الشيطاني، المتمثل في نسيان النعم، واستصغارها، واستنقاصها، والغفلة عن شكرها، قائلاً: "يُعدّد المصائب وينسى النعم".
وختم خطبته بقوله: "احذروا -رحمكم الله- استقلال النعم واستنقاصها، فالاستقلال سبيل الزوال، والاستعظام سبيل الدوام، ومن استقل النعمة فقد نظر إلى النعمة ولم ينظر إلى المنعِم".
0 تعليق