حظي فوز المواطن الأميركي المسلم، زهران ممداني، بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات عمدة مدينة نيويورك بترحيب واسع من النشطاء العرب، الذين اعتبروا هذا الإنجاز انتصاراً للجالية المسلمة في الولايات المتحدة.
وعقب فوزه بالترشح، كتب ممداني عبر حسابه الرسمي: "بكلمات نيلسون مانديلا: يبدو الأمر مستحيلاً حتى يتحقق.. يا أصدقائي، لقد تحقق وأنتم من فعل ذلك.. يشرفني أن أكون مرشحكم الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك".
وأقر منافسه، الحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو، بهزيمته حتى قبل اكتمال فرز الأصوات، في حين تصدر وسم "زهران ممداني" مواقع التواصل الاجتماعي العربية، مثيراً موجة جدل واسعة، بوصفه أول مسلم يترشح لحكم واحدة من أكبر العواصم العالمية.
ورحب النشطاء بتبني ممداني موقف مقاطعة إسرائيل وتعهده بتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا زار نيويورك.
ورأى مغردون أن فوز ممداني كان مفاجئاً لعدة أسباب، منها نجاحه في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لنقل رسائله، إضافة إلى برنامجه الانتخابي المتمثل في:
إعلان
الدعوة إلى تجميد تكاليف الإيجار للمستأجرين. توفير أجرة مجانية لحافلات المدينة. خفض تكلفة رعاية الأطفال دون سن السادسة. إنشاء متاجر بقالة مملوكة للمدينة تبيع بأسعار الجملة. الدعوة إلى رفع الحد الأدنى للأجور إلى 30 دولاراً في الساعة بحلول عام 2030. رفع الضرائب على الأثرياء. زيادة معدل ضريبة الشركات إلى 11.5%. انتقاده الشديد للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويُذكر أن عدد المسلمين في مدينة نيويورك يصل إلى نحو مليون نسمة من أصل إجمالي سكانها البالغ 8.48 ملايين.
وأشار نشطاء إلى أن زهران ممداني لا يُمثل الإسلام بحد ذاته، لكنه يُجسد صعود خطاب تقدمي يتحدى المؤسسة التقليدية في أميركا. وأكدوا أن الموقف منه يجب أن يكون متوازناً: فلا يُمنح صك الشرعية الإسلامية، ولا يُنكر أثره السياسي الإيجابي في فضح الاحتلال الإسرائيلي.
ورأى آخرون أن "غزة أدلت بصوتها في نيويورك"، معتبرين أن نشاط زهران ممداني لصالح القضية الفلسطينية ورفضه حرب الإبادة في غزة كان له دور كبير في جلب أصوات الشباب، ومهّد لفوزه بترشيح الحزب الديمقراطي متفوقاً على خصمه المدعوم من اللوبي الصهيوني، ليُسمع "الطوفان" صوت الشعب الفلسطيني للعالم بأسره.
وكتب أحد المغردين أن فوز ممداني مكسب للأقليات والمستضعفين، مشيراً إلى رفضه زيارة إسرائيل في حال فوزه بمنصب العمدة، واصفاً ذلك بأنه "زلزال سياسي" وليس مجرد مكسب إداري.
وقد دفع هذا الفوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مهاجمة ممداني ووصفه بعبارات مثل "المهووس" و"المتطرف" و"الأحمق".
من جهة أخرى، طُرحت قضية الإسلاموفوبيا، حيث تحدّث بعضهم عن حملة ممنهجة يقودها الجمهوريون لتشويه سمعة ممداني مع اقترابه من مواقع اتخاذ القرار في أحد أهم مراكز النفوذ الغربي.
0 تعليق