فيما تستعيد العاصمة الإيرانية طهران إيقاع الحياة تدريجيا بعد 12 يوما من القصف المتبادل مع إسرائيل، يعيش الإيرانيون حسب وسائل إعلام غربية حالة من الترقب المشوب بالقلق تجاه المستقبل، وسط احتفالات بوقف إطلاق النار وعودة الحياة إلى طبيعتها.
وقد عبر العديد من المواطنين عن سعادتهم بانتهاء الحرب وإمكانية العودة إلى منازلهم، غير أن فئة أخرى أبدت مخاوفها من استغلال السلطات لهذه المرحلة لتقييد الحريات.
فرحة العودة من جديد
وخرجت حشود من المواطنين الإيرانيين، الثلاثاء، في تظاهرات وسط العاصمة طهران، للاحتفال بوقف إطلاق النار الذي أعلن بين إيران وإسرائيل.
وتجمّع المتظاهرون في ميدان الثورة، رافعين الأعلام الإيرانية، ورددوا شعارات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل.
وقالت شيما، 40 عاما، من شيراز، لوكالة رويترز: "أنا مبتهجة جدا. لقد انتهى الأمر وأخيرا يمكننا أن نعيش في سلام. كانت حربا غير ضرورية، ونحن الشعب دفعنا ثمن السياسات العدائية للسلطات".
تشاؤم وتطلع للقادم
وعبر الإيرانيون في تصريحات نقلتها صحيفة "الغارديان"، عن تشاؤمهم وأعربوا عن خشيتهم من أن تستغل السلطات الإيرانية هذه الحرب كذريعة للتراجع عن بعض الحريات التي انتزعتها الحركة النسائية خلال السنوات الماضية.
وقالت شيرين، وهي امرأة من طهران، في منتصف العمر: "كنا قد حيدنا أيديولوجيتهم. كانوا قد انحنوا لإرادتنا ثقافيا وفي تفاصيل الحياة اليومية".
وأشارت إلى أن السلطات قبل الحرب كانت قد توقفت إلى حد كبير عن فرض ارتداء الحجاب على النساء غير الراغبات في ارتدائه.
وذكرت "الغارديان"، أن معظم سكان طهران يتوقعون أن تسعى السلطات إلى تعبئة الدعم الشعبي باستغلال الأهمية الخاصة لشهر محرم الذي يبدأ يوم الأحد، خصوصا يوم عاشوراء.
وعلى خلاف معظم الأشخاص الذين تحدثت إليهم الصحيفة، رأى سعيد جانبا إيجابيا ممكنا وقال: "أعطانا وقف إطلاق النار بصيص الأمل، لكنه أيضا يدفعنا للتفكير كثيرا. الدعاية السطحية للجمهورية الإسلامية عن الأمن قد انهارت. الفكرة التي طالما استخدموها كذريعة لقمعنا باتت مفضوحة الآن".
وخلال أيام الحرب، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وشخصيات أخرى، دعوات إلى الشعب الإيراني للانفصال عن القيادة الدينية والثورة على النظام.
والثلاثاء، أعلن ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل وإيران.
0 تعليق