مع الشروق .. خطوة نحو تغيير المعادلات

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. خطوة نحو تغيير المعادلات, اليوم الخميس 17 أكتوبر 2024 01:28 صباحاً

مع الشروق .. خطوة نحو تغيير المعادلات

نشر في الشروق يوم 16 - 10 - 2024

2330048
في عملية جديدة شكلت تصعيدًا لافتا في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط، استهدف حزب الله ثكنة عسكرية صهيونية في بنيامينا داخل الكيان المحتل في عملية تمثل واحدة من أكبر الهجمات التي نفذها الحزب مؤخرًا داخل الأراضي الإسرائيلية، وتفتح الباب أمام فرص تغيير المعادلات القائمة بين المحتل وقوى المقاومة الصامدة.
منذ سنوات، كانت الحدود بين إسرائيل ولبنان مسرحًا للعدوان المتواصل والانتهاكات الصهيونية على السيادة اللبنانية، إلا أن استهداف بنيامينا يشكّل تطورًا جديدًا يحمل معه دلالات مهمة، فهذا الهجوم الذي طال إحدى الثكنات العسكرية الصهيونية، يُنظر إليه على أنه رسالة مباشرة من حزب الله بأن نطاق المواجهة لم يعد محصورًا في المناطق الحدودية، بل يمكنه توسيع نطاق ردّه على الاعتداءات الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة وفي عمق الكيان.
من ناحية أخرى، يسعى حزب الله إلى تعزيز صورته كقوة مقاومة في المنطقة، خاصة في ظل الضغوط الإقليمية والدولية التي يتعرض لها، فالحزب يريد أن يظهر قدرته على توجيه ضربات نوعية في عمق الأراضي المحتلّة، مما يعزز من موقفه في الصراع الدائر ويبعث برسالة قوية إلى إسرائيل بأن لديه القدرة على تغيير قواعد اللعبة متى أراد.
بالنسبة لإسرائيل، الهجوم على بنيامينا لا يمكن اعتباره مجرد حادث عابر، فالكيان المحتل يعتمد بشكل كبير على ما يسوّق له من قوة عسكرية موهومة وقدرته على الردع التي ثبت زيفها سواء في علاقة بالقبة الحديدية أو مقلاع داوود التي تبيّن أنها مجرد وهم، خاصة بعد أن أثبت حزب الله وكذلك إيران مرارًا وتكرارًا قوتهما واستعدادهما لتحدي هذه القوة الكاذبة، من خلال تطوير قدراتهما الصاروخية وتوسيع عملياتهما.
وبعد الهجوم، قد يحاول الكيان الصهيوني تنفيذ عمليات عسكرية نوعية ضد أهداف لحزب الله في لبنان أو سوريا، بهدف إعادة التوازن وفرض قواعد اشتباك جديدة من وجهة نظر قيادته الفاشية، ومع ذلك، فإن هذا التصعيد قد يؤدي إلى اندلاع مواجهات أوسع، خاصة إذا ما قام الاحتلال برد عسكري عنيف يعزّز من تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة.
ومن المؤكد أن الهجوم الذي نفذه حزب الله في بنيامينا يحمل أبعادًا إقليمية أكثر من كونه مجرد تصعيد ثنائي بين الحزب وإسرائيل، فإيران الحليف الرئيسي لحزب الله، قد تكون هي الأخرى مستفيدة من توجيه رسائل غير مباشرة عبر حزب الله إلى إسرائيل، خصوصًا في ظل التوتّرات المتصاعدة بين طهران وتل أبيب.
وفي نهاية المطاف، يمكن القول إن عملية بنيامينا تحمل في طياتها أبعادا قادرة على تغيير المعادلات القائمة بين حزب الله وإسرائيل، فالهجوم جاء في وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة، وقد يؤدي إلى فتح الباب أمام مواجهات جديدة قد تكون أكثر شدة من المواجهات السابقة.
وبالتالي فإن التحدّي الأكبر الذي يواجه المنطقة الآن هو الانزلاق نحو مواجهة شاملة قد تكون كارثية على الجميع، ولكن في الوقت نفسه، تبقى كل السيناريوهات مطروحة في علاقة بتغير معادلات الردع القائمة في الفترة المقبلة وقد تشهد الأيام القادمة تحولات جديدة في قواعد الاشتباك بين الكيان الصهيوني وقوى المقاومة.
هاشم بوعزيز

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق