إياد الصغيّر.. "على أرض الوطن"! - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يوسف الشايب:

 

"على أرض الوطن"، هو العنوان الذي اختاره عازف البيانو الفلسطيني العالمي إياد الصغيّر، لأمسيته الموسيقية، مساء غدٍ (السبت)، في قاعة الشارقة بمقر معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى بمدينة رام الله، ضمن فعاليات مهرجان "الياسمين" 2025.
والصغيّر، ابن مدينة الخليل، الذي ولد في الأردن، تعلّق بالبيانو طفلاً في الرابعة، حين أحضره والداه لأشقائه الأكبر، وبدأ يعزف ما يستمع إليه من أغنيات عبر المذياع والتلفاز، قبل أن ينتقل لمدرسة متخصصة في "مانشيستر" ببريطانيا، يافعاً في الرابعة عشرة من عمره، ليكمل بعدها دراسة البكالوريوس والماجستير في الموسيقى بجامعات بريطانية متخصصة، حيث لا يزال يقيم، ويُدرّس الموسيقى، ويكتشف المزيد من العوالم الموسيقية، فيواصل العزف، في وقت أسس فيه أكاديمية "المشرق" للموسيقى في عمّان.
وسجّل الصغيّر أسطوانتين من عزفه لمقطوعات موسيقية أرمنية من تأليف آرام خاتشاتوريان (1903 – 1978)، على أن يسجل في تشرين الأول المقبل أسطوانة ثالثة، ليكون بذلك أتم تسجيل كامل مقطوعاته، التي يصفها بالساحرة، والتي أسرته في سن مبكرة نسبيّاً، "ربّما لكونها مقطوعات ذات طابع شرقي تكاد تلامس العربية، وربّما بسبب تقاطع ما في سيرتنا وهجرتنا، فخاتشاتوريان أرمني ولد في جورجيا وعاش جلّ عمره في روسيا السوفييتية، في حين أنا فلسطيني وُلدت في الأردن وعشت جلّ سنوات عمري في بريطانيا، وهذه ليست مقارنة مع قامة كخاتشاتوريان بطبيعة الحال، لكنها محاولة لتفسير انجذابي العميق لموسيقاه"، والتي ربّما تتأتى أيضاً "لكوني وإياه عايشنا النكبة، ولو من خلال آبائنا أو أجدادنا، أو أعراقنا، وهو ما ينعكس في موسيقاه رغم أنه زار أرمينيا في سن متأخرة، هو المولود ما بعد مجزرة الأرمن".
وحقق الصغيّر نجاحاً تلو الآخر، ما عزز من شهرته في أوروبا وحول العالم، كواحد من أبرز عازفي البيانو، بحيث باتت له مقطوعات تُعد خصيصاً له، يقدّمها في حفلاته المنفردة أو المشتركة بمختلف قارات المعمورة.
وشارك الصغيّر، الذي يمثل فلسطين في عديد المحافل الدولية، من مهرجانات عالمية، وفعاليات وجولات دولية، وقدّم منفرداً أو بالاشتراك مع فنانين عالميين عديد الأمسيات الناجحة، وهو ما كان مع فنانين فلسطينيين أيضاً، خاصة ممن يقيمون في المهجر، وكان من بينها، قبل عامين، وفي الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، أمسية مشتركة جمعته بعازف العود الفنان عدنان جبران، الأخ الأصغر لـ"الثلاثي جبران"، في مبنى البرلمان البريطاني، وتحديداً الغرفة التي جرى فيها توقيع "وعد بلفور".
ولفت عازف البيانو الفلسطيني العالمي في حديث لـ"الأيام"، إلى أن عنوان الأمسية الموسيقية، يعكس شيئاً من مشاعره كونه العرض الاحترافي له على أرض فلسطين، التي يزورها بعد غياب أربعة عشر عاماً، وفي رام الله، التي يحط بها للمرّة الأولى منذ ميلاده في العام 1993، فهو يكاد لا يصدّق أنه، الآن، "على أرض الوطن".
وكشف الصغيّر لـ"الأيام"، أن من بين المقطوعات التي سيقدمها في أمسيته الموسيقية على أرض فلسطين، واحدة للفنان الفلسطيني أمين ناصر، وهو مؤلف فلسطيني كلاسيكي يقيم حالياً في الولايات المتحدة الأميركية، وأخرى أعدتها الفنانة البريطانية هيلين أوتواي خصيصاً له، تحت عنوان "الشامية"، من وحي "الترويدات" الفلسطينية التي كانت ترددها نساء فلسطين كنوع من الشيفرة، في مخاطبة الثوار والأسرى لخداع الاحتلالات المتتالية على فلسطين، وراعت في لحنها هذا الإخفاء فحاكتها موسيقيّاً، حتى بات ثمة ما وراء المعزوف منها، ومقطوعات للموسيقار النمساوي فرانز شوبرت (1797 – 1828) تنطوي على نوع من التحدي، وأخرى لخاتشاتوريان.
وأكد الصغيّر في ختام الحديث على طموحاته الكبيرة، ومن بينها اقتحام عالم التأليف الموسيقي، والاتكاء على الموروث التراثي الفلسطيني، وتحويله بتأليف منه، أو بعزف منه من تأليف موسيقيين فلسطينيين وعرب وأجانب، إلى مقطوعات قابلة لتعزف على البيانو، بعد إجراء اللازم لجهة المقامات، وإعداد النوتة، وغير ذلك، ومن ثم إصدارها في أسطوانة أو أكثر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق