29 مايو 2025, 10:07 مساءً
شدّد عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للفتوى، والمستشار في الديوان الملكي، الشيخ سعد بن ناصر الشثري، على أهمية الالتزام بالحصول على تصريح رسمي لأداء فريضة الحج، لما في ذلك من مصالح عظيمة تتعلق بتنظيم الحج وسلامة الحجاج، محذراً في الوقت ذاته من مساعدة من يحاولون أداء النسك دون تصريح، لما لذلك من آثار سلبية على منظومة الحج وجودة الخدمات المقدمة.
وتأتي هذه التصريحات في ظل ما يسببه الحج بدون تصريح من أضرار على الحجاج الآخرين، وتأثير على جودة الخدمات والتنقل بين المشاعر، ما يؤكد أهمية الالتزام بالأنظمة وتحقيق مقاصد الشرع من أداء الشعيرة العظيمة وفق ضوابطها النظامية والشرعية.
وقال الشيخ الشثري في حديثه لبرنامج “فتاوى”: أولاً، نهنئ من حصلوا على تصريح الحج، ونذكرهم بالله عز وجل في الالتزام بالتعليمات والتنظيمات التي تتعلق بالحج، مشيراً إلى أن هذه التنظيمات التي تقوم بها الجهات الرسمية إنما هي لمصلحة الحجيج، لكي يتمكنوا من أداء الحج بأيسر طريق وأسهل عمل. ومن هنا، فعليهم أن يلتزموا بما يأتي إليهم من التعليمات، لما في ذلك من طاعة ولاة الأمور التي أوجبها الله عز وجل، ولما في ذلك من تيسير أمر الحج على الحجيج، ولما في ذلك من وجود التناغم والتكامل بين الحجيج في أعمالهم، بحيث يُقسَّم أداء المناسك على أوقات متعددة، فيدرأ ذلك الازدحام الشديد فيما بينهم”.
وتابع: ثانياً، نبشر أولئك الذين لم يتمكنوا من الحصول على تصاريح الحج، مع رغبتهم فيه، بأن الله عز وجل سيكتب لهم أداء الحج وأجره كاملاً، فإن الشريعة قد جاءت بأن من حرص على أداء عمل صالح وبذل الأسباب لأدائه، لكنه لم يتمكن منه، أنه يُكتب له أجر العمل كاملاً. وقد قال النبي ﷺ: (إذا مرض العبد أو سافر، كُتب له ما كان يؤديه صحيحاً مقيماً)، وجاء في الحديث أن النبي ﷺ لما عاد من غزوة تبوك قال لأصحابه: (إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً، ولا أنفقتم نفقة، إلا شاركوكم الأجر، حبسهم العذر). فهؤلاء الذين حبسهم العذر لعدم حصولهم على التصريح، نبشرهم – بإذن الله – أن أجر الحج يُكتب لهم كاملاً”.
وأضاف: وقد يذهب الإنسان إلى الحج ويشارك فيه مع عدم حصوله على التصريح، فيكون عليه من الوزر، سواء بسبب مخالفته لصاحب الولاية، أو محاولته التخفي التي تجعله لا يتمكن من أداء النسك على الوجه المطلوب شرعاً، أو بما يفعله أثناء أدائه للنسك من كلام في الآخرين، أو استعماله لجوارحه في شيء من المعاصي. فحينئذ، لا يحصل على أجر الحج كاملاً، بخلاف أولئك الذين رغبوا في الحج وبذلوا أسبابه فلم يتمكنوا منه لعدم حصولهم على التصريح، فإنه يُرجى لهم أن ينالوا الأجر كاملاً، وقد قال النبي ﷺ: (إن بالمدينة لرجالاً، ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً، ولا أنفقتم نفقة، إلا شاركوكم الأجر، حبسهم العذر). فمن حبسه عذر عدم الحصول على التصريح، فنبشره – بإذن الله – بأن الأجر قد كُتب له تاماً كاملاً”.
وزاد الشيخ الشثري قائلاً: والأمر الثالث، أن مما نوصي به إخواننا أن يتقربوا إلى الله عز وجل ببذل الأسباب التي تجعلهم يؤدون الطاعات على وجهها، ولا يكون منهم شيء من التقصير. فحينما نجد أن بعض الناس يؤدي هذا النسك بدون تصريح، نجد عنده شيئاً من المخالفات، فمرة إذا مرّ بنقاط التفتيش أخفى نفسه، ولبس المخيط، وغطى رأسه، وهذه محظورات من محظورات الإحرام لا يجوز للإنسان أن يفعلها متعمداً. وهكذا نجده قد يترك بعض واجبات الحج من أجل أنه يخشى على نفسه من أن تلتقطه الجهات الأمنية، فيكون ذلك من أسباب عقوبته”.
واختتم الشيخ الشثري حديثه بتوصية مهمة قال فيها: رابعاً، نوصي إخواننا جميعاً بأن لا يساعدوا مع أولئك الذين يريدون الحج بدون تصريح، سواء كان الإنسان من أهل المساكن والإيواء، أو من كان من وسائل التنقل والمواصلات، أو في غيرها من المجالات، فإن الله جل وعلا قد قال: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، والذي نُوصي به الجميع أن ينصح بعضهم بعضاً في هذا”.
0 تعليق