القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي: أهداف استراتيجية - هرم مصر

رؤيه نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

القواعد الأمريكية في منطقة الخليج العربي: أهداف استراتيجية 
تُعد القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج العربي ركيزة أساسية في الاستراتيجية الأمريكية بالشرق الأوسط، حيث تعكس الوجود العسكري الأمريكي الممتد منذ عقود. يهدف هذا التواجد إلى حماية المصالح الأمريكية، دعم الاستقرار الإقليمي، مكافحة الإرهاب، وتأمين إمدادات الطاقة العالمية.

الانتشار الجغرافي للقواعد الأمريكية
تنتشر القواعد الأمريكية في عدد من دول الخليج العربي، وتشمل:

قطر: تستضيف قاعدة العديد الجوية، التي تُعتبر أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة. تتمركز فيها القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، وتلعب دوراً محورياً في تنسيق العمليات العسكرية في الشرق الأوسط. تستضيف القاعدة أكثر من 11,000 جندي أمريكي وأكثر من 100 طائرة عملياتية. كما كانت تضم قطر سابقًا قاعدة السيلية ومعسكر السيلية ونقطة إمداد الذخيرة "فالكون"، والتي تم نقل مهمتها إلى الأردن.
البحرين: تتمركز فيها قاعدة الدعم البحري، وهي المقر الرئيسي للأسطول الأمريكي الخامس. تضم القاعدة حوالي 9,000 عسكري أمريكي، وتعمل على تنسيق العمليات البحرية وتوفير الحماية للوحدات والسفن الأمريكية في المنطقة.



الكويت: تستضيف معسكر عريفجان، الذي يُعد المقر الرئيسي للجيش الأمريكي في المنطقة. تأسس عام 1999، ويعتبر مركزاً رئيسياً للدعم اللوجستي والقيادة للعمليات البرية. كما يوجد وجود عسكري أمريكي في قاعدة علي السالم الجوية. يتواجد في الكويت أكبر عدد من الجنود الأمريكيين في الخليج، حيث يتجاوز 13,000 جندي أمريكي.
الإمارات العربية المتحدة: تضم قاعدة الظفرة الجوية، وهي مركز استخباراتي واستراتيجي يضم طائرات مقاتلة متطورة مثل "إف-22"، وطائرات بدون طيار، وطائرات إنذار مبكر (أواكس). يتمركز في الإمارات حوالي 5,000 عسكري أمريكي. كما تستخدم القوات الأمريكية ميناء جبل علي.
المملكة العربية السعودية: عادت الولايات المتحدة إلى تعزيز وجودها العسكري في قاعدة الأمير سلطان الجوية في مطلع عام 2020، بعد أن كانت قد انسحبت منها عام 2003. تهدف هذه القاعدة إلى توفير عمق استراتيجي وتعزيز الدعم الدفاعي.
عُمان: تستخدم الولايات المتحدة عدداً من القواعد الجوية مثل قاعدة مصيرة الجوية وقاعدة المسننة الجوية وقاعدة ثمريت الجوية لأغراض التجسس والنقل الجوي وتخزين الذخيرة.
الأهداف الاستراتيجية للوجود الأمريكي
تتلخص الأهداف الاستراتيجية للوجود العسكري الأمريكي في الخليج فيما يلي:

حماية المصالح الأمريكية: بما في ذلك تأمين تدفق النفط والغاز إلى الأسواق العالمية، وحماية الطرق البحرية الحيوية.
مكافحة الإرهاب: حيث تُستخدم هذه القواعد كنقاط انطلاق لعمليات مكافحة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
دعم الحلفاء الإقليميين: من خلال توفير الدعم العسكري والتدريب والمشورة للدول الشريكة في المنطقة، وتعزيز قدراتها الدفاعية.
الردع والاحتواء: تشكل هذه القواعد قوة ردع لأي تهديدات محتملة للاستقرار الإقليمي، بما في ذلك التهديدات من إيران.
الاستجابة للأزمات: توفر القدرة على الاستجابة السريعة لأي أزمات أو طوارئ قد تنشأ في المنطقة.
إجراء التدريبات والمناورات العسكرية: لتعزيز التنسيق والجاهزية مع القوات الحليفة.
تاريخ الوجود العسكري الأمريكي
يعود تاريخ الوجود العسكري الأمريكي في الخليج إلى عقود مضت، وتطور بشكل كبير بعد حرب الخليج الثانية في عام 1991. شهدت فترة ما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 تعزيزًا كبيراً لهذا الوجود لمواجهة التهديدات الإرهابية وتداعيات الغزو الأمريكي للعراق. وقد تغيرت استراتيجية نشر القوات الأمريكية في المنطقة منذ عام 2019، حيث تم دعم تركيز القوات الجوية والبحرية وفرق المارينز، مع تقليص القوات البرية.

يظل الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الخليج العربي عنصراً حيوياً في سياسة واشنطن الخارجية، ويعكس التزامها بأمن واستقرار هذه المنطقة ذات الأهمية الجيوستراتيجية والاقتصادية الكبيرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق