24 يونيو 2025, 9:05 صباحاً
شهد الشرق الأوسط مساء الإثنين 23 يونيو 2025 حدثاً غير مسبوق في تاريخه، حين تصاعدت التوترات العسكرية بين إيران والولايات المتحدة إلى مستوى أدى إلى شلل شبه كامل في حركة الطيران الإقليمي، وتحديداً عند الساعة السابعة مساءً، حيث بدأت الإغلاقات المتسارعة للمجال الجوي لعدد من الدول الخليجية، وشملت كلاً من قطر، والإمارات، والبحرين، والكويت.
ووفقاً لبيانات مرصودة عبر موقع تتبع الرحلات العالمي Flightradar24، تم تعليق العمل في 8 مطارات رئيسية في المنطقة، وتوقفت حركة الملاحة الجوية بصورة مفاجئة، ما أدى إلى حالة ارتباك واسعة على مستوى الرحلات القادمة والمغادرة، بعضها كان بالفعل في الأجواء لحظة صدور أوامر الإغلاق.
وفيما لم تتجاوز مدة الإغلاق 10 ساعات، فقد تركت هذه الساعات الست الأولى آثاراً ضخمة، حيث تم إلغاء 243 رحلة جوية دولية، وتحوّلت مئات أخرى إلى مطارات بديلة في الخليج والهند. وسُجّل في مطار دبي الدولي وحده إلغاء أكثر من 26 رحلة، فيما أعلنت شركة اير انديا عن إلغاء 25 رحلة كانت متوجهة إلى دبي خلال يوم الإثنين.
وفي خطوة وقائية، أعلنت أكثر من 40 شركة طيران تعليق رحلاتها إلى المنطقة مؤقتًا، من أبرزها الخطوط الجوية الإماراتية، وطيران الاتحاد، والخطوط الجوية القطرية، ومصر للطيران والتركية وغيرها إلى جانب عدد من شركات الطيران الأوروبية والآسيوية مثل السنغافورية والبريطانية وفايناير ونديجو وايرانديا .
وشهدت بعض الشركات إجراءات طارئة غير معتادة، حيث قامت شركات مثل اندياجو واير انديا بتحويل مسارات طائراتها إلى مطارات بديلة مثل مسقط وأبها ومومباي، فيما أعلنت شركتا قنتاس وفيرجين إلغاء رحلاتها المقررة إلى مطاري الدوحة وأبوظبي، وإغلاق نقاط الخدمة الأرضية للركاب مؤقتًا.
ومع أولى ساعات صباح الثلاثاء، بدأت الأجواء تُفتح تدريجيًا، بدءاً من قطر في الثالثة صباحًا، ثم تلتها الإمارات والبحرين والكويت، في حين بدأت شركات الطيران في استئناف نشاطها بشكل تدريجي، وسط ترتيبات لوجستية مكثفة للتعامل مع التأخيرات والركاب العالقين.
وأصدر مطارا دبي والدوحة بيانات طمأنة، أكدا فيها بدء تنفيذ خطة طوارئ للتعامل مع تداعيات الإغلاق، مع نشر فرق دعم في الصالات ومكاتب الاستعلامات، فيما دعت الجهات المختصة المسافرين إلى التواصل المباشر مع شركات الطيران لتحديثات الرحلات، والتحقق من تغييرات الحجوزات والتأشيرات.
هذا الحدث الاستثنائي أعاد رسم مشهد الملاحة الجوية الإقليمية مؤقتاً، وأثبت مدى حساسية قطاع الطيران لأي تطورات جيوسياسية، في واحدة من أكثر مناطق العالم حركة وربطاً بين الشرق والغرب.
0 تعليق