نستكمل مقالتنا :
Burnout 3: Takedown – PlayStation 2، Xbox (2004)
تُنتقد سلسلة Grand Theft Auto كثيرًا بسبب ما تقدّمه من سلوكيات متهورة في القيادة، لكن الغريب أنه ليس هناك أحد لم يُثر ضجة مشابهة عند إصدار ألعاب Burnout، رغم أنها كانت تحتفل بالفوضى والتدمير وكأنها شيء طبيعي تمامًا.
قدّم الجزء الثالث من السلسلة كل السرعة الجنونية التي عُرفت بها الأجزاء الأولى، لكنه أضاف شيئًا مختلفًا تمامًا: جعل العدوانية عنصرًا أساسيًا في أسلوب اللعب.
أصبحت الاحتكاكات العنيفة وسيلة لا غنى عنها للفوز، بل وكانت اللعبة تكافئ اللاعب على طرده للخصوم خارج الطريق بمزيد من “النيترو”، مما حوّل كل سباق إلى ساحة قتال بين السيارات.
كانت القيادة العدائية هنا ليست فقط مسموحة، بل مطلوبة، وكأن اللعبة تحوّلت إلى سباق مميت على عجلات.

Forza Horizon 4 – Xbox وPC (2018)
رغم حبنا لألوان وبهجة المكسيك في Forza Horizon 5، إلا أن Horizon 4 احتفظت بمكانة خاصة بفضل أنها دارت في بريطانيا، مما جعلها الأقرب إلى قلوبنا بين أجزاء السلسلة.
قدّمت اللعبة تغيّر الفصول بشكل فعلي، من طرقات جافة في الصيف إلى ثلوج عميقة في الشتاء، وعكست تفاصيل الحياة البريطانية بدقة، حتى لافتات السرعة المتغيرة كانت حاضرة، رغم أن ذلك لم يكن بالضرورة شيئًا إيجابيًا عند التفكير به.
ربما أحببنا Horizon 4 لأنها صوّرت بريطانيا بشكل حالم، لكن الحقيقة أن أي من الجزأين الأخيرين يمكن وضعه في هذه القائمة، فكلاهما مليء بالأنشطة والسيارات الفاخرة والمنافسات الممتعة مع عشاق السيارات على الإنترنت.
قلما استطاعت لعبة أخرى التقاط روح الرحلات البرية بهذا الشكل، ومع الفارق أن هذه الرحلة لن تكون في سيارة مستأجرة عادية، بل في McLaren Senna خارقة.
Out Run – Arcade (1986)
لم تحتوي هذه اللعبة على تآكل في الإطارات (tyre degradation) في الوقت الفعلي أو أنظمة طقس ديناميكية، بل قدمت تجربة بسيطة: قيادة في سيارة مكشوفة حمراء (التي ليست Ferrari Testarossa، أو هكذا يدّعون)، وبجانبك فتاة شقراء بتصميم 16-بت، وأمامك طريق أمريكي لا ينتهي.
ورغم أن المضامير لم تكن تحتوي على منعطفات حقيقية بالمعنى التقليدي، فإن اللعبة كانت صعبة بشدة، وكل من أصر على إنهائها كان عليه أن يستعد لإنفاق ما لا يقل عن 20 جنيهًا إسترليني من القطع المعدنية فقط ليستكمل مشواره.
ومع ذلك، فإن التحدي من أجل الوصول إلى لوحة المتصدرين، والجلوس لخمس عشرة دقيقة مع واحدة من أعظم ألعاب السباقات في الثمانينيات، كان يستحق كل ذلك المبلغ وأكثر.
Super Mario Kart – SNES (1993)
قدّمت ألعاب سباقات كثيرة أصوات محركات مسجّلة بدقة، ورسومًا واقعية لحلبات العالم، ومحركات فيزيائية قد تجعل حتى ستيفن هوكينغ يشعر بالانبهار، لكن هناك نوع آخر من ألعاب السباقات يعتمد ببساطة على المرح، وSuper Mario Kart ظلت متربّعة على عرشه في هذا النوع لأكثر من 25 سنة.
منذ ظهورها، حاولت العديد من الألعاب تقليدها دون أن تنجح فعلًا في إعادة الفوضى الممتعة التي تحدث عند قلب مجريات السباق باستخدام إحدى الأدوات في اللحظة المناسبة.
حتى ألعاب Nintendo التي أتت لاحقًا لم تتمكن تمامًا من تكرار ذلك الإحساس: رمي القذائف الحمراء على أصدقائك سيبقى دائمًا ممتعًا، لكنه لم يظهر بنفس الحلاوة والبساطة كما في رسوم 16-بت وألوان SNES المحدودة.
أعد تشغيل اللعبة الآن وستجد أنها ما زالت ممتعة كما كانت أول مرة.
Sega Rally Championship – Arcade (1994)
بعد أن تعوّد جمهور صالات الألعاب (الأركيد) على Daytona USA، انتقلوا في منتصف التسعينيات إلى تجربة هذا العنوان الذي أصبح علامة فارقة في ألعاب الانجراف.
قدّمت كل من Toyota Celica وLancia Delta توازنًا مثاليًا في القيادة لم تتمكن Sega نفسها من تجاوزه لاحقًا، وكان الوقت المحدد لكل مرحلة محسوبًا بدقة، مما جعل إنهاء السباق دون أخطاء استعراضًا حقيقيًا في فن الانزلاق.
وما زلنا نتذكر كيف كان التحكم في عجلة القيادة يتطلب جهدًا بدنيًا عند المنعطفات الضيقة، وصوت عصا التغيير المعدنية عند نقل الحركة، وحتى ازدحام صالة Megabowl حول الجهاز ونحن نحاول إكمال المرحلة السرّية الأخيرة على حلبة Lakeside.
وربما تخيلنا هذا المشهد الأخير، لكن الشعور لا زال حقيقيًا تمامًا.
Gran Turismo – Sony PlayStation (1998)
فور أن تمكّن اللاعب من تجربة الجزء الأول من سلسلة Sony الأسطورية: Gran Turismo، أدرك أن كل ما سبقه في ألعاب السباقات لم يكن سوى عبث لا يُقارن.
ورغم أن ألعاب السباقات كانت موجودة منذ سنوات، إلا أن Gran Turismo كانت هي من أطلقت فعليًا نوعًا جديدًا بالكامل من الألعاب: محاكاة سباقات السيارات على الأجهزة المنزلية (الكونسول)، حيث أصبح استخدام المكابح ضرورة، والسيطرة على السيارات الخارقة القوية بدون الاصطدام بالجدران مهمة شبه مستحيلة.
رغم أن السلسلة تطورت كثيرًا على مر الأجزاء حتى وصلت إلى مستوى مذهل في الإصدار السابع، إلا أن هذا الجزء الأول هو من غيّر قواعد اللعبة بالكامل.. اللحظة التي نضجت فيها ألعاب السباقات فعلًا.

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
0 تعليق