الرواشين تحكي فن العمارة الخشبية الأصيلة في المدينة المنورة - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

23 يونيو 2025, 4:18 مساءً

يحكي الإرث المديني روح وفن العمارة السعودية، فعلى جدران البيوت القديمة ونوافذها تتجلى ملامح الماضي العريق وروعة الحاضر الذي يعكس اعتزاز المملكة بموروثها العمراني الأصيل.

وتُبرز بعض مباني المدينة المنورة، سواء القديمة أو الحديثة، فن العمارة السعودية من خلال الرواشين، وهي نوافذ أو شرفات بارزة مصنوعة من الخشب تُستخدم لتغطية الفتحات الخارجية للمنازل، وتُعد من أبرز الخصائص المعمارية التقليدية في المملكة.

وتعود صناعة الرواشين إلى أواخر القرن السادس الهجري، وكان الهدف منها تخفيف درجات الحرارة، إذ تعتمد على تصميم يسمح بمرور الهواء إلى داخل المنزل، مما يساعد على تلطيف الأجواء.

وتنقسم الرواشين إلى ثلاثة أنواع: النوع الأول «المسمّط» وهو على هيئة تلبيسة خشبية تمتد من أعلى المنزل حتى أساسه وبابه الأرضي، ويحتوي إطاره على نوافذ بأشكال مستطيلة أو قوسية تُملأ بمصبعات حديدية منقوشة، ويتميز هذا الطراز بخلوه من النقوش البارزة. أما النوع الثاني فهو «البارز» ويتميز بزخارف ونقوش هندسية أكثر تعقيدًا، ويُستخدم غالبًا فوق مداخل المنازل ليضفي جمالًا بصريًا، ويتكون من وحدات خشبية متصلة تغطي السطح العلوي بالكامل أو تظهر وحدات عمودية منفصلة في كل طابق، تتخللها زخارف عمودية، وتُزين عادةً بتفاصيل تشبه التاج أو مظلة مجوفة أعلى المنزل. أما النوع الثالث فهو «روشان بشرفة» ويتكون من أجزاء منفصلة تتجمع لتشكل بروزًا يُعرف بالشرفة أو البلكونة، وتختلف تقسيماته وستائره وفتحاته بحسب التصميم، ويتضمن وجود ساتر أو مظلة مائلة أو مستوية، وتتنوع أحجامه وأشكاله بحسب كل منزل.

وتتميز الرواشين باستخداماتها المتعددة؛ فهي تسمح بدخول ضوء الشمس، وتُعد جزءًا من أثاث المنزل وعنصرًا أساسيًا في نظام التهوية وامتدادًا للغرف باتجاه الشارع، فضلًا عن دورها في التحكم في زاوية الرؤية وشدة الإضاءة وتدفق الهواء وسرعته. وعادةً ما تكون مصحوبة بـ«دكة» خارجية وهي مقاعد حجرية أو طوبية ملتصقة بجدار البيت لا يتجاوز ارتفاعها 60 سم، ويجلس عليها كبار السن وأفراد الأسرة، فيما تعلوها الرواشين.

وتتنوع ألوان الرواشين بين الخشبي والبني بدرجاته والأخضر، وتبرز فيها مهارات النجارين من خلال التفاصيل الدقيقة للمشغولات الخشبية، كالأجزاء المتشابكة ومصارع النوافذ التي تتكون من ستائر شبكية صغيرة.

وتحتوي الرواشين على «المشربيات» وهي الجزء البارز من الروشن، وتُستخدم لتبريد المنزل. وسميت بذلك نسبة إلى جرار الماء الصغيرة (الشُربة) أو الأوعية الفخارية التي كانت توضع فيها لتبريد الماء أو لتلطيف الهواء بفضل عملية التبخر، فعند دخول الهواء الجاف عبر فتحات الروشن ومروره بالماء يتحول إلى نسمات باردة، وهو من أساليب العمارة الإسلامية الذكية في التعامل مع المناخ.

يُذكر أن خريطة العمارة السعودية تضم 19 طرازًا معماريًا يعكس كل منها الخصائص الجغرافية والطبيعية والثقافية لمناطق المملكة، وتجمع هذه الطرز بين الأصالة والحداثة بما يسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز جاذبية المدن تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق