يرى المحلل السياسى العُمانى عوض باقوير الرئيس السابق لجمعية الصحفيين العمانيين، أنه من غير الممكن إقدام إيران على تنفيذ تهديداتها بغلق مضيق هرمز، موضحاً أن هناك تبعات اقتصادية وتجارية كبيرة إذا تم إغلاق المضيق؛ حيث إنه الممر البحري الرئيسى للطاقة .
ومن المرجح أن تركز إيران علي مهاجمة الكيان الإسرائيلي وهناك أصوات في طهران تنادى بشن هجوم على مفاعل ديمونة النووى، وهذا تصعيد كبير والتحول لحرب استنزاف لا يمكن أن يتحملها الكيان الصهيوني لا عسكريا او اقتصاديا.
وأضاف باقوير لـ"اليوم السابع" أن هناك تنسيقاً كبيراً بين سلطنة عمان وإيران يساهم فى تجنيب العالم وقوع هذه الكارثة وإغلاق هذا المضيق الذى يقع بين عُمان وإيران، ويشكل ممراً بحرياً حيوياً يربط الخليج العربي بخليج عُمان وبحر العرب، ونظراً لكميات النفط الهائلة التي تعبر هذا المضيق، فإنه يتميز بكونه أهم ممر نفطي في العالم.
لقد لعبت السياسة الخارجية العُمانية دورا غاية في الاحتراف عبر ترسيخ أسس الرؤية العُمانية لأمن الخليج العربي بوجه عام مضيق هرمز بوجه خاص والأهم من هذا؛ المقترحات السياسية والأمنية التي طرحتها عُمان في وقتها بهدف تحقيق أمن الملاحة في منطقة الخليج، وحماية المنطقة من المخاطر، وقد قامت الرؤية العمانية لأمن الخليج العربي على التنسيق والتعاون من جهة وايجاد أكبر مساحة ممكنة من التفاهم والتعاون والاستقلالية بين دول الخليج من جهة اخرى عبر تلك المبادرات والمقترحات العمانية المطروحة لتحقيق ذلك.
ومن أبرز المبادرات والمقترحات الامنية والسياسية التي طرحتها عُمان في عام 1976 طرحت فكرة إقامة قوة عسكرية خليجية تسهم فيها الدول الخليجية مع حرية كل دولة في اختيار نظامها السياسي والاجتماعي والتعاون فيما بينها، وفي عام 1979 طرحت مشروع فني لتأمين الملاحة في مضيق هرمز، والذي أطلق عليه بالمشروع التقني العماني، والذي اقترح حينها؛ الحصول على كاسحات ألغام وقوارب خفر ساحلية وطائرات استطلاع ومعدات اكتشاف الكترونية.
ونظرا لوقوع مضيق هرمز ضمن الحدود البحرية لسلطنة عُمان؛ قامت الإستراتيجية العمانية بتأمين الملاحة في مناطق السيادة والنفوذ، ومن ضمنها الملاحة في مضيق هرمز، والذي هو جزء لا يتجزأ من المياه الاقليمية العُمانية، وباستثناء حق المرور العابر فإن المضيق يخضع كليا لما تخضع له باقي المجالات البحرية العُمانية – نظرا لوقوع الممرات البحرية في المياه الاقليمية العُمانية – بحيث تمارس سلطنة عمان سيادتها على المجالات البحرية العائدة لها وعلى القاع وما تحت القاع وعلى الحيز الجوي الواقع فوق هذه المجالات، دون مساس هذه السيادة بحقوق بقية الدول في المرور العابر، وهو ما قامت به سلطنة عُمان طيلة عقود في هذه البقعة المهمة والحساسة جدا من رقعة الشطرنج الدولية.
وأوضح باقوير أن الوضع في مضيق هرمز يختلف عن نظيره فى باب المندب وخليج عدن حيث يسيطر الحوثيون في اليمن علي هذا الشريان البحري وقد حدثت مواجهات عسكرية بين بينهم وبين الولايات المتحدة الأمريكية وتعرضت السفن الأمريكية لهجمات فى المياه .
وبالنسبة للضربات الأمريكية على منشآت إيران النووية ، فقد أكد باقوير أنها خطوة متهورة تهدد السلام والاستقرار في منطقة الخليج العربي، كما أن ضرب المفاعلات النووية فى إيران قد يدفعها للانسحاب من معاهدة الانتشار النووى، وهذا ما لوحت به طهران فى أعقاب تلك الضربات.
وبالنسبة لأهمية مضيق هرمز، يقول إنه ممر لنحو خُمس إجمالي استهلاك العالم من النفط، أي ما يقرب من 20 مليون برميل يومياً من النفط والمكثفات والوقود، ويُطلق عليه "شريان الحياة" للعالم الصناعي، ويُعد هرمز أهم بوابة لشحن النفط في العالم، وزادت أهمية المضيق بعد الحرب الروسية الأوكرانية، في فبراير 2022؛ إذ أصبحت منطقة الخليج وجهة الدول الصناعية الكبرى، لتأمين احتياجاتها من نفط الخليج العربي، ويذهب 80 في المائة من النفط
المنتج في دول الخليج عبر المضيق، إلى الدول الآسيوية، فيما ينقل الباقي إلى أوروبا وأمريكا الشمالية.
0 تعليق