"ميدان الثقافة".. نافذة حضارية تربط الماضي بالمستقبل في قلب جدة التاريخية - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

23 يونيو 2025, 10:37 صباحاً

يُشكّل "ميدان الثقافة" أحد أبرز المعالم الثقافية الحديثة في منطقة جدة التاريخية بوصفه مركزًا حضاريًا يعكس جهود المملكة في تحويل التراث إلى فضاء معايش للفن والمعرفة، ضمن مسار تطويري يستلهم أصالة المكان، ويواكب تطلعات رؤية المملكة 2030.

ويقع الميدان على ضفاف بحيرة الأربعين، بمساحة بنائية تتجاوز 26 ألف متر مربع، ويضم معالم رئيسة منها متحف تيم لاب بلا حدود، ومركز الفنون المسرحية، وبيت أمير البحر، ليُشكّل بذلك نقطة التقاء بين العمارة التراثية والتجربة الثقافية الحديثة.

ويُجسّد الميدان في تصميمه الهوية المعمارية لجدة التاريخية بأسلوب معاصر، حيث اعتمدت وزارة الثقافة على نمط البناء العمودي المستوحى من طراز البيوت القديمة، مع واجهات غير منتظمة تستخدم تقنية الدفع والسحب لإبراز الظلال، ورواشين خشبية بأشكال متباينة، إلى جانب أقواس تقليدية وشرفات مغطاة، تُعيد تشكيل الطابع الجمالي للمنطقة، وتعزز من جماليات التهوية الطبيعية.

ويتضمن الميدان الثقافي في تصميمه تفاصيل زخرفية دقيقة، مثل التيجان المعمارية والحواجز العلوية المزخرفة، ما يمنح الواجهات طابعًا ديناميكيًا يعكس تراث المدينة وعمقها التاريخي.

وتحضر المراكز الفنية المتكاملة في الميدان الثقافي، حيث يشغل مركز الفنون المسرحية مساحة تُقدّر بـ(16) ألف متر مربع، ويضم مسرحًا رئيسًا يتسع لـ(868) مقعدًا، إلى جانب خمس صالات سينما بسعة إجمالية تبلغ (564) مقعدًا، وتسع قاعات للحوارات الثقافية، وردهة متعددة الاستخدامات، إضافة إلى مطعم وثلاثة مقاهٍ تمثل محطات للقاءات المجتمعية والثقافية.

ويحتضن الميدان المقر الرسمي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي, إلى جانب متحف "تيم لاب بلا حدود"، الذي يمتد على مساحة (10) آلاف متر مربع، ويضم أكثر من (80) عملًا رقميًا تفاعليًا، ما يجعله من أبرز التجارب الفنية الحديثة في المملكة.

وفي قلب الميدان، يقع بيت أمير البحر، وهو مبنى تراثي يعود إلى القرن الماضي، أعيد ترميمه بعناية ليكون معلمًا يربط الزائر بتاريخ المدينة البحري, يتميّز البيت بتصميمه المثمّن، ونوافذه الكبيرة على شكل أقواس، وكان يستخدم قديمًا منارة لإرشاد السفن على سواحل البحر الأحمر.

وعملت وزارة الثقافة في تنفيذها لمشروع ميدان الثقافة على الاستدامة البيئية والتقنيات الحديثة، مثل أنظمة تنقية الهواء والمصاعد بدون لمس، والسلالم المُعقمة بالأشعة فوق البنفسجية، إضافةً إلى إعادة تدوير مياه التبريد لري المساحات الخضراء.

ويمثل "ميدان الثقافة" منصة ثقافية عالمية، وواجهة جديدة للهوية السعودية الثقافية، ويعزز مكانة جدة التاريخية لتكون وجهة عالمية تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

ويعكس "ميدان الثقافة" جهود وزارة الثقافة لتحويل المناطق التاريخية إلى مراكز إنتاج فني ومعرفي، لا مجرد رموز للذاكرة، ما يجعل من الميدان نموذجًا حيًا يجمع بين الإرث المحلي والطموح العالمي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق