"أجريتك 2025" يجمع المزارعين والعلماء والقطاع الخاص لنشر الوعي بالزراعة الذكية والخضراء - هرم مصر

الجمهورية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تنطلق في القاهرة يوم الثلاثاء المقبل الموافق 24 يونيو فعاليات الدورة الثانية من الملتقى الدولي السنوي للزراعة الذكية والخضراء "أجريتك 2025"، وذلك برعاية وزارات الزراعة، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والتعاون الدولي، والبيئة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبمشاركة دولية واسعة من كبار المسؤولين والخبراء والمتخصصين في مجالات الزراعة والري والبيئة، وسط حضور دولي رفيع من منظمات إقليمية وعالمية، ومشاركة واسعة من ممثلي 15 دولة عربية وإفريقية، وبحضور شركاء تنمية دوليين من الاتحاد الأوروبي والوكالة الألمانية للتعاون الدولي وعدد من السفارات الأجنبية، إلى جانب عدد كبير من العلماء والخبراء ورجال الأعمال والمزارعين الشباب، ويأتي الملتقى هذا العام ليؤكد دور مصر المتصاعد كمنصة إقليمية للحوار حول مستقبل الزراعة المستدامة، وسط تحولات عالمية متسارعة نحو النظم الذكية والبيئية في الإنتاج الغذائي.
 

د. سيد خليفة: فرصة للاطلاع على تكنولوجيا زراعة المستقبل وتوسيع الشراكات العربية والأفريقية

د. علي شمس الدين: منصة لحوار السياسات الزراعية مع الشركاء الدوليين

يأتي الملتقى هذا العام في توقيت بالغ الأهمية، حيث تتزايد التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه قطاع الزراعة، وتفرض ضرورة التحول السريع إلى نظم إنتاج أكثر استدامة وابتكارًا. ومن هذا المنطلق، يركز "أجريتك 2025" على قضايا جوهرية تمس الأمن الغذائي في المنطقة، وفي مقدمتها إنتاج التقاوي، وتطوير التعليم الزراعي، وتحسين كفاءة استخدام المياه والطاقة، والتوسع في تقنيات الزراعة الذكية.
قال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين والمدير الإقليمي للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد)، إن ملتقى "أجريتك 2025" يمثل فرصة ثمينة للمهندسين الزراعيين والمهتمين بالقطاع للاطلاع على أحدث المستجدات في مشروعات الزراعة الذكية والتكنولوجيا الزراعية الخضراء، كما يفتح المجال للتواصل المباشر مع ممثلي المنظمات الدولية والمصدرين ورجال الأعمال، بما يعزز التكامل بين البحث العلمي والتطبيق الفعلي في الميدان.


وأشار خليفة إلى أن استمرار النقابة العامة للزراعيين في تنظيم الملتقى للعام الثاني على التوالي، بعد مشاركتها الناجحة في نسخة 2024، يأتي في إطار دعم جهود الدولة المصرية التي تضع التنمية الزراعية في مقدمة أولوياتها، لافتًا إلى أن وزارة الزراعة تمضي قدمًا في تنفيذ استراتيجيتها للتنمية المستدامة، بالتنسيق مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ضمن الرؤية الوطنية "مصر 2030". وأوضح أن هذه الاستراتيجية تتضمن عددًا من المشروعات القومية الكبرى، من بينها المشروع القومي لاستصلاح مليون ونصف فدان، ومشروع الدلتا الجديدة، والتوسع الزراعي في سيناء، ومبادرة المائة ألف صوبة زراعية، إلى جانب مشروعات تطوير الري الحقلي وترشيد استخدام المياه، وتنمية المحاصيل الحقلية والبستانية، ومشروعات إنتاج التقاوي للخضر والفاكهة والنباتات الطبية والعطرية.


وأضاف خليفة أن النقابة، انطلاقًا من مسؤوليتها المهنية والوطنية، تعمل على تنسيق الجهود بين جميع الأطراف المعنية بالإنتاج الزراعي، وتحرص على تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، في ضوء ما تحقق من إنجازات واضحة في ملف الصادرات الزراعية. وأشار إلى أن مصر نجحت خلال الموسم الماضي في تصدير ما يقرب من 6 ملايين طن من المنتجات الزراعية إلى أكثر من 120 سوقًا عالمية، بما يعكس الثقة الدولية المتزايدة في جودة وسلامة المنتج الزراعي المصري.


كما أكد أن الدولة تولي اهتمامًا متزايدًا لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، وعلى رأسها مشروعات إنتاج الأمونيا والهيدروجين الأخضر، في إطار التحول التدريجي من الوقود الأحفوري إلى الطاقة الخضراء، وهو ما يتكامل مع رؤية الزراعة المستدامة.
وأشار خليفة إلى أن الملتقى سيشهد نقاشات معمّقة حول فرص تعزيز التعاون بين الدول العربية والأفريقية في مجالات الزراعة الحديثة، إلى جانب عرض تجارب ناجحة في ترشيد استخدام الموارد المائية، وتطبيقات الطاقة الجديدة والمتجددة في القطاع الزراعي، وتحسين كفاءة الطاقة، والابتكار في مزيج الطاقة المستخدم في إنتاج الغذاء، بما يضمن تحقيق أمن غذائي عربي وأفريقي متكامل.


وأوضح أن الملتقى سيطرح أيضًا قضايا محورية مثل التمويل الأخضر، وآليات تمويل المناخ، وأداة تعديل حدود الكربون (CBAM)، وإزالة الكربون من سلاسل الإمداد، ودور القطاع المالي والبنوك والمؤسسات الدولية في دعم مشروعات التحول الأخضر في الزراعة، في ضوء التعهدات العالمية المتعلقة بمكافحة تغير المناخ وخفض الانبعاثات الكربونية.


من جانبه، صرح الدكتور علي شمس الدين، رئيس جامعة بنها الأسبق ورئيس اللجنة المنظمة للملتقى، أن العالم يشهد تحولاً متسارعًا نحو التزام بيئي ومناخي صارم، انسجامًا مع التعهدات الدولية الهادفة إلى خفض الانبعاثات، خاصة ما تم الاتفاق عليه خلال قمم المناخ الأخيرة، لا سيما قمة شرم الشيخ (COP27) وقمة دبي (COP28)، والتي أكدت جميعها ضرورة الالتزام بالحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى ما لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030.


وأوضح شمس الدين أن قطاع الزراعة يأتي في صدارة القطاعات التي تتطلب تحولات هيكلية عاجلة نحو مزيد من الاستدامة والمرونة البيئية، داعيًا إلى اعتماد سياسات واضحة للانتقال إلى الزراعة الخضراء والذكية، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، ورفع كفاءة الطاقة، وإنشاء أنظمة إنتاج زراعي خالية من الانبعاثات، مع استخدام أحدث تقنيات التكيف والتخفيف في مواجهة التغير المناخي.


وأضاف أن اجتماع كافة المعنيين من منتجين، ومستثمرين، وباحثين، وصناع قرار، في إطار "أجريتك 2025"، يمثل فرصة نادرة لتوحيد الرؤى ووضع خريطة طريق واضحة لمستقبل الزراعة المستدامة، وعرض التجارب الناجحة والمنتجات التكنولوجية الحديثة، ونشر الوعي المجتمعي حول أهمية التحول نحو نماذج إنتاج ذكية وخضراء.


وأشار شمس الدين إلى أن الملتقى يضع على جدول أعماله مناقشة واسعة لفرص التعاون الدولي، ودور شركاء التنمية في دعم قطاع الزراعة في الدول النامية، مؤكدًا أن جلسات "أجريتك 2025" ستشهد حضور ممثلين عن عدد من الجهات الدولية البارزة، من بينها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة (أكساد)، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية التابعة لجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، ووزارات الزراعة في هولندا وفنلندا، وسفارات فرنسا، وإيطاليا، وكندا، إلى جانب وفود من أكثر من 15 دولة عربية وإفريقية.


وسيتناول الملتقى في جلساته المتعددة عدداً من المحاور المتكاملة، من بينها التوسع في استخدام التكنولوجيا الرقمية في الزراعة، والابتكار في إنتاج التقاوي، وترشيد استهلاك المياه، وتحسين كفاءة الطاقة في العمليات الزراعية، إضافة إلى تطوير التعليم الزراعي الفني والجامعي، وربطه باحتياجات السوق من خلال شراكات حقيقية مع القطاع الخاص. كما يشهد الملتقى مناقشات موسعة حول آليات تمويل المناخ، ودور البنوك والمؤسسات الدولية في دعم التحول الأخضر، وقضية شهادات الكربون والامتثال للمعايير البيئية الجديدة التي تفرضها الأسواق العالمية.


ويصاحب الملتقى معرض تقني موسع لعرض أحدث التطبيقات في مجالات الزراعة الذكية، بمشاركة شركات ناشئة وشباب مبتكرين يعرضون نماذج ملهمة لمستقبل الزراعة في مصر والمنطقة. كما تشارك وكالة الفضاء المصرية بعرض تقني حول دور تقنيات الفضاء في دعم الزراعة المستدامة، وتوظيف صور الأقمار الصناعية في تحسين كفاءة استخدام الموارد.


جدير بالذكر أن "أجريتك 2025" يمثل دعوة للعمل الجماعي نحو نظام زراعي أكثر مرونة واستدامة وعدالة، ويعيد التأكيد على أن الأمن الغذائي لا يتحقق إلا من خلال التعاون، والتعليم، والابتكار، وتضافر الجهود بين الحكومات والمزارعين والعلماء والقطاع الخاص. وفي ظل الحضور الدولي الواسع، يتوقع أن يخرج الملتقى بعدد من التوصيات المهمة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دول الجنوب، وتحفيز الاستثمار الزراعي في مشروعات المستقبل.

 



يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق