"قلقها يزداد مع كل يوم يمر".. كيف يضع تأجيل "ترامب" ضرب إيران إسرائيل في مأزق؟ - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

21 يونيو 2025, 3:33 مساءً

ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بقراره الأخير، بالمنطقة برمتها في حالة من الغموض والتساؤلات، بعد أن أعلن عن تأجيل حاسم لقراره بشن ضربة عسكرية على إيران لمدة أسبوعين. فهذا التأجيل، الذي فرضته واشنطن على نفسها، أثار موجة من الارتباك والتكهنات في إسرائيل، التي تجد نفسها اليوم في مأزق دبلوماسي وعسكري معقد. فالقرار الأمريكي، الذي يأتي في خضم توترات متصاعدة، يترك إسرائيل معلقة بين مطرقة الحاجة الماسة لردع التهديد النووي الإيراني، وسندان تداعيات أي عمل عسكري منفرد قد تقدم عليه.

حسابات معقدة

ولطالما طالبت الأوساط الرسمية الإسرائيلية بمشاركة عسكرية أمريكية واسعة، مؤكدة أن تدخل واشنطن من شأنه تسريع حسم الصراع وتقويض طموحات إيران النووية. وفي هذا السياق، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، لشبكة "سي إن إن"، بأن الولايات المتحدة، ممثلة برئيسها، تتحمل مسؤولية ضمان استقرار المنطقة وتخليص العالم من خطر امتلاك إيران لسلاح نووي. ومع إعلان ترامب عن جدول زمني جديد لقراره، بدت القيادة السياسية الإسرائيلية أكثر حذرًا في تصريحاتها، حرصًا على عدم الظهور بمظهر من يدفع الرئيس الأمريكي نحو صراع في الشرق الأوسط طالما سعى لتجنبه. وأصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليين أكثر تحفظًا في رسائلهم العلنية، مكتفين بذكر الفوائد المحتملة للتدخل الأمريكي دون المطالبة به بشكل مباشر.

وترى إسرائيل أن التدخل الأمريكي من شأنه إحداث تغيير جذري في ميزان القوى، وزيادة فرص توجيه ضربة ناجحة لمنشأة فوردو النووية الإيرانية، المحصنة في أعماق الجبال جنوب طهران. ويتطلب هذا النوع من الضربات الحاسمة قنابل خارقة للتحصينات بوزن 30 ألف رطل، وهي متوفرة فقط في ترسانة القاذفات الأمريكية. وفي هذا الصدد، أوضح ياكي ديان، القنصل الإسرائيلي العام السابق في لوس أنجلوس، أن الإسرائيليين سيستهدفون فوردو على أي حال، لكن العملية ستكون أكثر تعقيدًا وأقل حسمًا دون الدعم الأمريكي. وبعد أسبوع من الضربات الإسرائيلية في إيران، فقد الجيش الإسرائيلي عنصر المفاجأة، وباتت حكومة نتنياهو أمام قرار مصيري بشأن مدى توسيع الحملة، وهو قرار يعتمد بشكل كبير على ما سيتخذه ترامب.

غموض وتكهنات

وتتابع إسرائيل عن كثب النقاش الدائر داخل قاعدة "ماجا" (اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) المؤيدة لترامب، بين الجناح الانعزالي الذي يعارض أي تدخل أمريكي في حرب جديدة في الشرق الأوسط، والمعسكر الذي يرى أن هذه اللحظة هي الأنسب لعمل عسكري حاسم ضد إيران. وفي الوقت الذي تلتزم فيه إسرائيل الحذر في تصريحاتها العامة، خشية إثارة حفيظة الجناح الانعزالي، فإن رسالة إسرائيل تصل بوضوح عبر المقربين من نتنياهو، مثل رون ديرمر، الذين يجرون مقابلات مع وسائل الإعلام اليمينية في الولايات المتحدة.

ويرى العديد من المسؤولين الإسرائيليين أن تصريح الرئيس لا يعدو كونه "دخانًا ومرايا"، أي جزءًا من خطة خادعة لإبقاء طهران في حيرة من أمرها، خاصة وأن ترامب قد يكون قد حسم أمره بالفعل بشأن إشراك الولايات المتحدة. وذكر أحد المسؤولين، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن ترامب لن يحدد لنفسه مهلة إذا لم يكن قد اتخذ قراره مسبقًا، مع الاعتراف بأن هذا التفسير هو الأكثر ملاءمة لإسرائيل. لكن آخرين عبّروا عن قلقهم الأكبر، مشيرين إلى "التقلبات الكبيرة" في تصريحات ترامب خلال الأسابيع الأخيرة، فما بدا مؤكدًا للمسؤولين الإسرائيليين قبل 48 ساعة فقط – أي أن ترامب سيأمر بالتدخل العسكري الأمريكي – أصبح الآن أقل يقينًا بكثير.

التزام قاطع

وبدأت إسرائيل عمليتها ضد إيران دون الحصول على التزام قاطع من الولايات المتحدة بالمشاركة في الحملة. ومع ذلك، كان الاعتقاد السائد أن الإنجازات العسكرية الإسرائيلية يمكن أن تُغري ترامب بتفويض التدخل العسكري الأمريكي. ولكن مع دخول الحملة أسبوعها الثاني، فإن وتيرة النجاح الإسرائيلي تتباطأ، كما أشار أحد المسؤولين.

ومع استمرار العمليات الإسرائيلية فوق إيران، تزداد احتمالية وقوع الأخطاء، مما قد يؤثر ليس فقط على الإجراءات الإسرائيلية، بل يقلل أيضًا من فرص التدخل الأمريكي. "كل يوم يمر، تزداد فرصة حدوث خطأ ما"، أضاف المسؤول، دون الخوض في تفاصيل. وفي هذا السياق، قال ألون بينكاس، القنصل الإسرائيلي العام السابق في نيويورك، لشبكة "سي إن إن": "إنهم لا يعرفون ماذا يعني هذا. إسرائيل سيزداد قلقها مع كل يوم يمر". ويرى بينكاس أن مهلة ترامب لاتخاذ القرار تؤكد أن الزعيم الأمريكي "لا يمكن فك شفرته"، مما يثير التساؤل عمّا إذا كان نتنياهو "قد بالغ في استخدام أوراقه هنا".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق