"لم تُستخدم قط من قبل".. إحجام "ترامب" عن ضرب إيران يعود لشكوكه في قدرة قنبلة اختراق المخابئ - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

19 يونيو 2025, 3:00 مساءً

يُعدّ ملف المنشأة النووية الإيرانية في فوردو مركزًا لجدلٍ دولي متصاعد، حيث تكشف مصادر مطلعة لصحيفة "الجارديان" البريطانية عن تحفظات للرئيس دونالد ترامب بشأن توجيه ضربة عسكرية إليها، وذلك بسبب شكوك عميقة حول قدرة قنبلة "اختراق المخابئ" (GBU-57s) على تدمير المنشأة بشكل كامل، وتتكثف هذه المداولات في كواليس البيت الأبيض، في وقت تشير فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران تخصب اليورانيوم في فوردو بنسبة تقترب من مستوى إنتاج الأسلحة النووية، مما يضع مستقبل برنامج طهران النووي على المحك، ويطرح تساؤلات ملحة حول السبيل الأمثل للتعامل مع هذا التحدي الحساس.

قدرة القنبلة

وبالرغم من التأكيدات التي تلقاها ترامب من بعض المسؤولين بأن إسقاط قنبلة GBU-57s، التي يبلغ وزنها 13.6 طنًا، سيكون كافيًا لتدمير فوردو بفعالية، إلا أنه لم يبدِ قناعة تامة بهذه المعلومات، وقد أدى هذا الشك إلى إحجامه عن التصريح بشن ضربات، مع ترقب إمكانية أن يدفع التهديد بالتدخل الأمريكي إيران إلى طاولة المفاوضات، وتثير فعالية قنابل GBU-57s جدلاً واسعًا داخل "البنتاغون" منذ بداية عهد ترامب، حيث أشار مسؤولان دفاعيان تم إطلاعهما على الأمر إلى أن سلاحًا نوويًا تكتيكيًا قد يكون الوحيد القادر على تدمير فوردو نظرًا لعمق دفنها.

ولا يفكر ترامب في استخدام سلاح نووي تكتيكي على فوردو، ولم يطرح هذا الاحتمال في اجتماعات غرفة عمليات البيت الأبيض التي جمعت وزير الدفاع بيت هيغسيث ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين، لكن المسؤولين الدفاعيين الذين تلقوا الإيجاز أشاروا إلى أن استخدام القنابل التقليدية، حتى لو كانت جزءًا من حزمة ضربات أوسع تشمل عدة قنابل GBU-57s، لن يكون كافيًا لاختراق الأرض عميقًا بما يكفي، وسيقتصر تأثيرها على إلحاق أضرار تؤدي إلى انهيار الأنفاق ودفن المنشأة تحت الأنقاض، وتظهر تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية أن فوردو تمتد لعمق يصل إلى 90 مترًا تحت الأرض.

تقييم المخاطر

ولتحقيق تدمير كامل لفوردو، سمع من حضر الإيجاز أن الأمر قد يتطلب من الولايات المتحدة تليين التربة بقنابل تقليدية، ثم إلقاء قنبلة نووية تكتيكية من قاذفة B2 لمحو المنشأة بأكملها، وهذا السيناريو، الذي لا يفكر فيه ترامب، يعكس التقييمات التي أجرتها وكالة الحد من التهديدات الدفاعية، وهي جزء من وزارة الدفاع قامت باختبار GBU-57، واستعرضت هذه التقييمات حدود القدرات العسكرية الأمريكية ضد عدد من المنشآت تحت الأرض، مؤكدة على الطبيعة المعقدة لمثل هذه الضربة، وما يستلزمه النجاح منها.

ويرجح أن يؤدي إسقاط قنابل GBU-57s إلى تأخير قدرة إيران على الحصول على اليورانيوم المستخدم في الأسلحة لعدة سنوات، لكنه لن ينهي البرنامج بالكامل، ولم يستجب المتحدثون باسم البيت الأبيض و"البنتاغون" على الفور لطلبات التعليق. ويُعتبر إخراج فوردو من الخدمة – سواء عبر الدبلوماسية أو العمل العسكري – أمرًا محوريًا لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، خاصة بعدما أظهرت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الموقع قام بتخصيب اليورانيوم بنسبة 83.7%، وهو مستوى يقترب من 90% اللازمة للأسلحة النووية.

تحديات معقدة

وسيتطلب أي جهد لتدمير فوردو تورط الولايات المتحدة، نظرًا لأن إسرائيل لا تملك الذخائر اللازمة لضرب منشأة بهذا العمق، أو الطائرات القادرة على حملها، وتكمن الصعوبة في استخدام GBU-57s لاستهداف فوردو، وفقًا لمسؤولين مطلعين على إيجاز DTRA، جزئيًا في خصائص المنشأة المدفونة داخل جبل، وأيضًا في حقيقة أن القنبلة لم تُستخدم قط في موقف مماثل من قبل، وأشار اللواء المتقاعد راندي مانر، المدير التنفيذي السابق لوكالة الحد من التهديدات الدفاعية إلى أن GBU-57s "لن تكون ضربة واحدة وتنهي الأمر"، مضيفًا أن فوردو يمكن إعادة بنائها بسرعة، وأكد أن هذه القنبلة قد تؤخر البرنامج من ستة أشهر إلى سنة، قائلًا: "يبدو الأمر جيدًا للتلفزيون لكنه ليس حقيقيًا".

وتُعرف هذه القنبلة باسم "قنبلة اختراق المخابئ" لأنها مصممة لتدمير المخابئ تحت الأرض، ولكن يمكن حملها فقط بواسطة قاذفة B2 التي تتمتع بتفوق جوي وتتطلب إشارة GPS قوية للتركيز على هدفها، وبالرغم من أن إسرائيل أعلنت إقامتها لسيادة جوية فوق إيران، إلا أن الضربة الناجحة ستظل تتطلب إزالة أي أجهزة تشويش على نظام تحديد المواقع العالمي ودفاعات أخرى مسبقًا، بالإضافة إلى ضرورة اختراق GBU-57s للأرض بعمق كافٍ لتحييد المنشأة، فما هي تداعيات هذا الجدل حول "قنبلة اختراق المخابئ" على مستقبل الدبلوماسية والتوترات في الشرق الأوسط؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق