أعماق الأرض - هرم مصر

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

«ساي تيك ديلي»

تحت أقدامنا، وعلى أعماق سحيقة من سطح الأرض، يكشف العلم عن حقيقة مدهشة تعيد تشكيل فهمنا للكوكب، ففي دراسة أجراها المعهد التقني الفيدرالي السويسري في زيورخ، توصل الباحثون إلى اكتشاف مذهل يؤكد أن الصخور الصلبة في أعماق الأرض ليست ساكنة كما كان يعتقد، بل تتحرك ببطء شديد بفعل تيارات من الحمل الحراري، كما لو أن الأرض من الداخل تغلي بهدوء، ولكن دون انصهار.
وعلى عمق 3000 كيلومتر، حيث لا تصل الموجات البشرية ولا الحفر العلمية، اكتشف الباحثون أن طبقة تعرف باسم «الطبقة D»، وهي منطقة غامضة تفصل وشاح الأرض عن اللب، تتميز بخصائص غير مألوفة، هذه الطبقة لطالما حيرت العلماء، إذ لوحظ أن الموجات الزلزالية تتسارع فجأة عند عبورها إياها، وكأنها تدخل مادة مختلفة تماماً، لعقود، كان هذا السلوك الغريب لغزاً غير قابل للتفسير.
وبدأت خيوط الفهم تتضح عام 2004 عندما اكتشف الباحثون أن البيروفسكايت، وهو المعدن المسيطر في الوشاح السفلي للأرض، يتحول إلى تركيب بلوري جديد تحت ضغط هائل وحرارة عالية جداً، يعرف باسم «ما بعد البيروفسكايت»، لكن هذا التغيير في التركيب البلوري لم يكن كافياً وحده لتفسير التغير السريع في سرعة الموجات الزلزالية، ما دفع العلماء إلى البحث أعمق.
واستخدم فريق البحث نماذج حاسوبية متقدمة أظهرت أن صلابة المعدن تختلف بحسب اتجاه البلورات، فعندما تصطفّ جميع البلورات في اتجاه واحد، تصبح المادة أكثر صلابة، وتنتقل الموجات الزلزالية عبرها بسرعة أعلى، هذا التفسير كان بحاجة إلى إثبات تجريبي، وهو ما تحقق أخيراً عبر تجارب دقيقة في مختبرات زيورخ، حيث أُعيدت محاكاة الظروف القاسية الموجودة في أعماق الأرض، وسجل سلوك الموجات الزلزالية بشكل مطابق لما يرصد طبيعياً في «الطبقة D».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق