17 يونيو 2025, 12:09 مساءً
في خضم تصاعد التوتر بالشرق الأوسط، يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا مصيريًا قد يعيد تشكيل مسار الصراع بين إسرائيل وإيران، وهذا القرار، الذي برزت ملامحه بعد أربعة أيام فقط من اندلاع القتال، يدور حول مشاركة الولايات المتحدة المحتملة في تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية شديدة التحصين، التي تقع على عمق كبير لا يمكن اختراقه إلا بواسطة قنابل "اختراق المخابئ" الأمريكية العملاقة التي تُسقطها قاذفات B-2 الاستراتيجية، وتتزايد الضغوط مع ظهور علامات متضاربة من ترامب، فبينما يلوح شبح التدخل العسكري، تظل إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات قائمة، مما يضع واشنطن على حافة مفترق طرق استراتيجي غير مسبوق في المنطقة.
خيارات صعبة
ويعتبر هذا القرار محوريًا، فإذا ما قرر ترامب المضي قدمًا في عملية تدمير فوردو، فإن ذلك سيقحم الولايات المتحدة بشكل مباشر في نزاع جديد بالشرق الأوسط، ويضعها في مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران، وهذا السيناريو يتناقض تمامًا مع تعهدات ترامب المتكررة خلال حملتيه الانتخابيتين بتجنب مثل هذه الحروب، وقد سبق للمسؤولين الإيرانيين أن أطلقوا تحذيرات صريحة بأن أي مشاركة أمريكية في هجوم على منشآتهم الحيوية ستقضي على أي فرصة متبقية للتوصل إلى اتفاق نزع سلاح نووي، وهو الاتفاق الذي يصر ترامب على أنه لا يزال يرغب في متابعته.
وهذا التناقض يضع إدارة ترامب أمام تحدٍ حقيقي: هل تتخلى عن مبادئها المعلنة لتوريط واشنطن في صراع إقليمي جديد، أم تحاول إبقاء الباب مفتوحًا لحل دبلوماسي قد يبدو بعيد المنال؟
رسائل متناقضة
وتعكس تصريحات ترامب الأخيرة حالة من التخبط الواضح في التعامل مع الأزمة الإيرانية، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فمن جهة، أفاد مسؤول أمريكي بأن ترامب كان قد شجع في وقت سابق مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وربما نائبه جي. دي. فانس، على عرض لقاء المسؤولين الإيرانيين، في إشارة إلى احتمالية استئناف الحوار الدبلوماسي، لكن هذا التوجه سرعان ما تراجع، وأمس، نشر ترامب على منصات التواصل الاجتماعي رسالة لا تبشر بالخير، حيث طالب بـ"إخلاء طهران فورًا"، ومثل هذه التصريحات لا تترك مجالاً للتفاؤل بحدوث أي تقدم دبلوماسي حقيقي.
وعلى النقيض من ذلك، وفي نفس اليوم، أبدى ترامب تفاؤلاً بشأن المسار الدبلوماسي، قائلاً: "أعتقد أن إيران تجلس أساسًا على طاولة المفاوضات، إنهم يريدون التوصل إلى اتفاق"، هذا التصريح يكشف عن رغبة محتملة في استكشاف الحلول السلمية، حتى في ظل التهديدات المتصاعدة، وإن إظهار مثل هذا الاهتمام بالمفاوضات، بعد ساعات فقط من الدعوة إلى إخلاء طهران، يسلط الضوء على التعقيدات التي تشوب عملية صنع القرار في واشنطن بخصوص هذا الملف شديد الحساسية.
تصاعد وتأهب
وتتزايد وتيرة الأحداث بشكل ملحوظ، وقد أعلن البيت الأبيض في وقت متأخر من مساء أمس أن ترامب سيغادر قمة مجموعة السبع مبكرًا على خلفية تطورات الوضع في الشرق الأوسط، وهذا القرار يؤكد مدى خطورة الموقف وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة. وعلق ترامب على مغادرته قائلاً: "بمجرد مغادرتي هنا، سنفعل شيئًا ما، لكن يجب أن أغادر من هنا"، وهذه الكلمات تشير إلى قرار وشيك قد يغير ملامح المنطقة برمتها، فهل سيختار ترامب المواجهة العسكرية المباشرة، أم سيعود إلى الخيار الدبلوماسي في اللحظات الأخيرة؟
0 تعليق