عقب حصوله على الثلاثية المحلية في الموسم المنقضي، يطمح الترجي التونسي لترك بصمة على الأراضي الأمريكية، حينما يشارك في بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم في الولايات المتحدة.

ويعد الترجي أحد أربعة أندية تمثل القارة الأفريقية في مونديال الأندية، الذي يقام في الفترة من 14 يونيو الجاري حتى 13 يوليو المقبل، للمرة الأولى بمشاركة 32 فريقا.

الترجي الرياضي، كبير الأندية التونسية، والذي خسر بفارق ضئيل أمام الأهلي المصري في نهائي دوري أبطال أفريقيا موسم 2023 / 2024، حجز مقعده في بطولة كأس العالم للأندية بشكلها الجديد عبر مسار التصنيف للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، بفضل أدائه المميز والمستمر في مسابقة دوري أبطال أفريقيا على مدار المواسم الأربعة الماضية، حيث شارك العملاق التونسي في 14 نسخة متتالية من البطولة.

وأوقعت قرعة مرحلة المجموعات الفريق التونسي في المجموعة الرابعة برفقة أندية تشيلسي الإنجليزي ولوس أنجليس إف سي الأمريكي وفلامنجو البرازيلي.

ويستهل الترجي مسيرته في المونديال بمواجهة فلامنجو في 16 يونيو الحالي، ثم يلعب مع لوس أنجليس في 20 من ذات الشهر، قبل أن يختتم لقاءاته في الدور الأول بمواجهة من العيار الثقيل مع تشيلسي بعدها بأربعة أيام.

وأنشيء الترجي عام 1919، فيما يخوض مبارياته على الملعب الأولمبي بضاحية رادس في العاصمة التونسية، بينما يمتلك الفريق العريق العديد من الأسماء التي أطلقت عليه في مقدمتها (المكشخة) و(الدم والذهب) و(الدولة الترجية) و(غول أفريقيا).

تأسس الترجي، الذي يعد أحد أقدم وأعرق الأندية العربية والأفريقية، قبل 106 أعوام في مقهى بحي باب سويقة المتواجد في قلب المدينة العتيقة في تونس.

وقام محمد الزواوي والهادي القلال بالعمل على تأسيس ناد رياضي يعكس روح المدينة، وأطلقا عليه اسم "مقهى الترجي".

وذكر الموقع الألكتروني الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن الشابين واجها تحديات بيروقراطية كبيرة بسبب قانون الحماية الفرنسية، الذي كان يشترط وجود فرنسي ضمن الهيئة التأسيسية للنادي ليتم تسجيله رسميا.

ولجأ الزواوي والقال إلى لويس مونتاسييه، سكرتير الحكومة المركزية التونسية، الذي أصبح أول رئيس للنادي باسم "الترجي الرياضي التونسي"، ليبدأ النادي في ترك بصمة على الساحة المحلية في عام 1936 عندما خاض نهائي كأس تونس لأول مرة في تاريخه، ولكنه خسر بصعوبة أمام فريق الملعب الغولي، الذي لم يعد له وجود اليوم.

في عام 1956، أعلنت تونس استقلالها عن فرنسا، وبدأ الترجي الرياضي في فرض سيطرته على كرة القدم التونسية، ليتوج الفريق بكأس تونس عام 1957 قبل أن يحقق لقب الدوري في عامي 1959 و1960.

وبعد أن رسخ نفسه كقوة كبرى في البلاد، سعى الترجي خلال حقبة التسعينات من القرن الماضي إلى تحقيق المجد القاري، توج الفريق بلقبه الأول بكأس الأندية الأفريقية أبطال الدوري، المسمى القديم لدوري أبطال أفريقيا، عام 1994 عقب فوزه على الزمالك المصري بالدور النهائي، واستمر (شيخ الأندية التونسية) في تحقيق النجاح في العام التالي بحصوله على كأس السوبر الأفريقي وبطولة الأندية الأفروآسيوية.

خزانة بطولات الترجي مكتظة بالجوائز والألقاب المحلية والقارية، حيث تضم 34 لقبا في الدوري المحلي، و16 لقبا في كأس تونس، و4 ألقاب دوري أبطال أفريقيا، مما يجعله واحدا من أكثر الأندية تتويجا في تاريخ الساحرة المستديرة في القارة السمراء.

ويشارك الترجي في مونديال الأندية بمعنويات مرتفعة، بعد قوة الدفع التي حصل عليها مؤخرا عقب تتويجه بالدوري التونسي وكأس تونس في الموسم المنقضي، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى منذ عام 2011، بالإضافة لحصوله على كأس السوبر التونسي، الذي أحرزه في ذات الموسم، ليصبح بذلك أول ناد عبر التاريخ يحرز الثلاثية في عام واحد.

ويشارك الترجي في كأس العالم للأندية للمرة الرابعة في تاريخه بعد نسخ 2011 و2018 و2019، تحت قيادة مديره الفني المحلي ماهر الكنزاري، الذي تولى المسؤولية في مارس الماضي، خلفا للروماني لورينسيو ريجيكامب.

ورغم البداية المهتزة للكنزاري، الذي ودع الفريق تحت قيادته بطولة دوري أبطال أفريقيا من دور الثمانية بخسارته أمام ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، فإن الفريق سرعان ما استعاد عافيته من جديد، ليحرز لقبي الدوري والكأس عن جدارة.

وتمكن الكنزاري في وقت وجيز من إعادة الترجي إلى القمة، حيث حقق الفوز في 9 مباريات من أصل 12 مباراة، مع تلقي هزيمة واحدة فقط كانت أمام صن داونز، وتوج مع الفريق بالدوري والكأس.

هذا الاستقرار، والنجاح المبهر في نهايات الموسم من المكشخة جعلت جماهير الترجي تتفاءل بتقديم الفريق مستويات لا تنسى في كأس العالم للأندية، فيما علق الكنزاري بشكل مقتضب على ذلك بالقول "لدينا الوقت الكافي للاستعداد لكأس العالم للأندية".