نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"مركزية الاجتهاد في فكر العلامة محمد إقبال" محور ندوة فكرية في جامعة الزيتونة, اليوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024 06:50 مساءً
نشر في باب نات يوم 30 - 10 - 2024
نظّم المعهد العالي لأصول الدين بجامعة الزيتونة، بالتعاون مع سفارة جمهورية باكستان الإسلامية بتونس، اليوم الأربعاء، ندوة فكرية بعنوان "مركزية الاجتهاد في فكر العلامة محمد إقبال بين الثابت والمتحول". وسجّلت الندوة حضور سفير جمهورية باكستان الإسلامية المعتمد بتونس جافيد أحمد عمراني، وعدد هام من الطلبة خاصة من بلدان آسيوية، إلى جانب عدة أكاديميين ومفكرين.
افتتح رئيس جامعة الزيتونة الدكتور عبد اللطيف بوعزيزي أشغال هذه الندوة العلمية بكلمة أبرز فيها أهمية موضوع الاجتهاد في حياة المجتمعات الإسلامية. وأكد أن هذه الندوة تعكس مدى التزام جامعة الزيتونة، وهي أقدم جامعة في العالم، بتعزيز الفكر والثقافة الإسلامية من خلال دراسة إسهامات أعلام الفكر الإسلامي مثل محمد إقبال. وشدد على ضرورة التجديد والاجتهاد لفهم التحديات المعاصرة. ووصف التعاون بين جامعة الزيتونة وسفارة جمهورية باكستان الإسلامية بتونس بالمثمر. كما أعرب عن أمله في توسيع دائرة هذا التعاون لتشمل الجامعات الباكستانية لتعزيز تبادل المعرفة والخبرات في ما بينها.
...
وتمحورت كلمة السفير الباكستاني جافيد أحمد عمراني حول العلاقات المتينة بين تونس وباكستان، مشيرا إلى القيم الإسلامية المشتركة والتاريخ الفكري الغني الذي يجمع بين البلدين الشقيقيْن. وقال إن اجتهاد العلامة محمد إقبال يمثل نموذجا في فهم الدين بشكل يتناسب مع تحديات العصر الحديث. وأكد على أهمية استلهام فكر إقبال كسبيل لإحداث التغيير في المجتمعات الإسلامية.
وأكد الدكتور محمد العربي بوعزيزي، رئيس اللجنة العلمية لهذه الندوة الفكرية، على أهمية استثمار اجتهاد محمد إقبال في سياق القوانين والتشريعات الحديثة، مشدّدا على أهمية توظيف مبادئ الاجتهاد لمواجهة التحديات المعاصرة.
وعدّد في مداخلته إسهامات محمد إقبال الفكرية التي تدور حول إحياء روح الاجتهاد، معتبرا أنّ "أفكاره وفلسفته ضرورة من ضرورات الحياة الدينية والسياسية". وقد ركز محمد إقبال على أهمية العقلانية في فهم النصوص الدينية لفهم التحديات الجديدة بشكل فعال ومواجهتها.
وتضمنت الندوة الفكرية "مركزية الاجتهاد في فكر العلامة محمد إقبال بين الثابت والمتحوّل" مداخلات قدّمها عدد من الباحثين والأكاديميين الذين تناولوا مفهوم الاجتهاد في فكر إقبال. وكان أبرز ما تم تناوله هو أن هذا العلامة لم يكن فقط شاعرا وفيلسوفا، بل كان أيضا مصلحا يسعى إلى تجديد الفكر الديني في الإسلام. وقد اعتبر أن الاجتهاد هو المفتاح لتجديد الفكر الإسلامي ومواكبة التطورات والتحديات الراهنة.
وشهدت الندوة جلستين علميتيْن، تناولت الأولى "الإنجاز الحضاري عند إقبال، الروح والإمكانات" للدكتور عبد القادر النفاتي و"مبدأ الحركة في الإسلام" للدكتور شكري الباجي، و"الثابت والمتغير في الفكر الإسلامي" للدكتور حمودة مصباح" و"العقلانية والاجتهاد" للدكتور محمد السالمي.
أما الجلسة الثانية، فقد تطرقت إلى "النقلة النوعية للاجتهاد عند إقبال"، وكيف أنه دعا إلى تحويل الإجماع من مجرد قاعدة فقهية إلى مؤسسة تشريعية تعكس إرادة الأمة، وقد تولى تقديم هذه المداخلة الدكتور محمد العربي بوعزيزي، إلى جانب مداخلة بعنوان "الاجتهاد والتجديد عند محمد إقبال" للدكتورة منية الغربي. وتمحورت مداخلة الدكتورة سارة الجويني حول "الاجتهاد والعقل الاستدلالي في فكر إقبال". أما المداخلة الأخيرة، فقد قدّمها الدكتور علي العلوي وحملت عنوان "القواعد الفقهية عند الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور ومنزعها الاجتهادي والمقاصدي".
وأجمع المتدخّلون على أن الاجتهاد هو أصل من أصول الشريعة الإسلامية، وهو الحل الأمثل للمشكلات المعاصرة التي تواجه المسلمين. وقد أبرز المتحدثون أن محمد إقبال كان من أوائل من دعوا إلى تجديد الفكر الديني، مؤكدين أن فكره لا يزال صالحا للتطبيق في العصر الحالي.
ومحمد إقبال (1877-1938) هو شاعر وفيلسوف باكستاني من أهم المفكرين في العالم الإسلامي، وُلد في منطقة "سيالكوت" وتعلم في مؤسسات محلية قبل أن يسافر إلى أوروبا حيث حصل على درجات علمية في الفلسفة والقانون من جامعة "كمبريدج" البريطانية وجامعة "هايدلبرغ" الألمانية، ثمّ عاد إلى بلاده حيث اشتغل في التدريس الجامعي والمحاماة.
وعُرف محمد إقبال أيضا بنشاطه السياسي حيث انضم إلى المجلس التشريعي للبنجاب وقدم خطابا حماسيا سنة 1930 دعا فيه إلى تأسيس باكستان التي تعني "الأرض الطاهرة" لتكون دولة إسلامية مستقلة بذاتها. وترك العلامة محمد إقبال إرثا فكريا فلسفيا وأدبيا زاخرا يتمثل في 9 دواوين شعرية، من بينها "الأسرار" و"ضرب الكليم"، بالإضافة إلى أعمال نثرية تتناول تجديد الفكر الديني في الإسلام. وتعكس مؤلفاته رؤيته الفلسفية الإصلاحية وتأثيره الواسع في الفكر العربي والإسلامي.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار
.
0 تعليق