مدريد.. مدينة تنبض بالحياة وتزخر بالمعالم الثقافية - هرم مصر

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعدّ العاصمة الإسبانية، مدريد، مدينة عصرية نابضة بالحياة وزاخرة بالمعالم الثقافية، وتُقدّم لزائريها لمحة عن إسبانيا الحقيقية. ورغم أن شوارعها الواسعة مكتظة بالحركة المرورية فإن الحدائق الجميلة المنتشرة تُخفف من ضغوط الازدحام وتحدّ من الزحف العمراني.

تشكل مدريد مركزاً نابضاً للحياة الاجتماعية، بثقافة مقاهيها الرائجة وحياتها الصاخبة، وتعجّ المدينة بالنشاط، وتزخر بالعديد من الأنشطة والفعاليات التي ستُدهش من يجعلها وجهته هذا الصيف.

القصر الملكي

هذا القصر الفخم هو النسخة الإسبانية من قصر فرساي، وهو بلاط ملكي صُمم لإثارة الإعجاب، ولا يزال المقر الرسمي لملك إسبانيا، ويُستخدم في المناسبات الرسمية للدولة، على عكس قصر فرساي الذي أصبح الآن مجرد متحف.

وبُني القصر بتكليف من فيليب الخامس في القرن الثامن عشر، وصُنعت واجهته «الكلاسيكية الحديثة» بالكامل من الجرانيت وحجر كولمينار الأبيض، أما أعمدة الواجهة الأيونية وأعمدتها الدورية فقد استُلهمت من رسومات كان النحات برنيني ينوي تنفيذها في الأصل لمتحف اللوفر في باريس. وتمّ تصميم الدرابزين من تماثيل لملوك إسبان.

وأبرز ما يميز التصميم الداخلي هو الدرج المهيب في ردهة المدخل المزين بلوحة جدارية ويؤدي إلى الطابق الرئيسي.

وتزين الجدران في جميع أنحاء القصر روائع فنية، كلوحات لفيلاسكيز، وغويا، وروبنز، وإل جريكو، وكارافاجيو، بالإضافة إلى منسوجات فلمنكية وفرنسية بديعة.

وتُعدّ شقق الملك تشارلز الثالث من أجمل غرف القصر الملكي، وتتميز بديكورات راقية من «عصر التنوير».

الحديقة النباتية الملكية

بعد جولة في مجموعة الأعمال الفنية يمكن للسياح الاسترخاء في «الحديقة النباتية الملكية» الواقعة بجوار متحف برادو. وتتميز هذه المساحة الخضراء الخلابة بمسارات مظللة، ومقاعد، ومنحوتات، وصوبات زراعية، وحديقة مزروعة بالخضراوات، وحديقة ورود تزدهر في مايو/أيار وأوائل يونيو/حزيران.

وعلى بُعد نحو عشر دقائق سيراً على الأقدام من الحديقة النباتية الملكية يقع مطعم يُقدم وجبتي الغداء والعشاء في قاعة عصرية ذات أجواء مريحة، ويتخصص في تقديم المأكولات العالمية. وعلى مقربة تقع حديقة بوين ريتيرو (باركي ديل ريتيرو) هي واحة من الهدوء والسكينة في قلب مدريد، وتمتد على مساحة تزيد على 125 هكتاراً، وتُظللها أكثر من 15000 شجرة. وتوفر الحديقة الخضراء، المُعتنى بها بشكل فائق، ملاذاً من صخب المدينة.

ملعب ريال مدريد

لا تتمحور جميع معالم مدريد السياحية حول الفن فقط، بل هناك جانب آخر له عشاقه وهو الرياضة. ومن أكثر ما يجذب مشجعي كرة القدم هو ملعب سانتياغو برنابيو، معقل نادي ريال مدريد لكرة القدم، ويفخر النادي بأن ملعبه أعظم ملعب في العالم.

ويمكن القيام بجولة في الملعب، بالإضافة إلى المتحف الموسّع حديثاً، والذي يعرض الكؤوس والقطع الأثرية الخاصة بالفرق والمعروضات المؤقتة، كما تتيح الجولات للجماهير فرصة الاستمتاع بمنظر الملعب من أعلى.

ومؤخراً تمّ إدخال تحسينات كبيرة على البنية التحتية للملعب، بما في ذلك السقف القابل للطي، والذي يمكن فتحه وإغلاقه في نحو 15 دقيقة، وواجهة معدنية جديدة يمكن إضاءتها وعرض الصور، وغيرها من التطورات التكنولوجية الكبرى.

بويرتا ديل سول

من أكثر ساحات مدريد شهرة ساحة بويرتا ديل سول الواقعة في قلب المدينة، وخضعت الساحة لتجديد شامل اكتملت عام 2023 مما حوّل الساحة والشوارع المؤدية إليها إلى منطقة مشاة نابضة بالحياة.

وتشكل بويرتا ديل سول نقطة التقاء مركزية، وهي نشطة بالحركة ليلاً ونهاراً، وتضمّ لوحة «الكيلومتر صفر»، تلك اللوحة الشهيرة التي تُشير إلى نقطة الانطلاق الرسمية لشبكة الطرق الشعاعية في إسبانيا. كما تضمّ الساحة أيضاً «إل أوسو إي إل مادرونيو» المحبوب وهو تمثال برونزي لدب وشجرة فراولة، وهو رمز مدريد.

وتزخر المنطقة بأكملها بمجموعة متنوعة من المتاجر الكبرى وماركات الأزياء الشهيرة إلى البوتيكات الإسبانية التقليدية. وبعض الشوارع المؤدية إلى الساحة، مثل بريسيادوس وكارمن، تُعدّ شرايين تسوق رئيسية.

متحف برادو العالمي

يعرض متحف برادو العالمي مجموعة لا حصر لها من التحف الفنية التي تمّ إنشاؤها خلال العصر الذهبي لإسبانيا، كما ينافس القصر الملكي الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر قصر فرساي في فرنسا.

ويضمّ مجموعات فنية أوروبية تعود إلى القرن الثاني عشر وأوائل القرن العشرين، مستوحاة من المجموعة الملكية الإسبانية السابقة، وأفضل مجموعة فنية إسبانية على الإطلاق. وتأسس المتحف عام 1819 كمتحف للوحات والمنحوتات، ويضمّ أيضاً مجموعات مهمة من أنواع أخرى من الأعمال الفنية.

وتعدّ الأعمال العديدة التي أبدعها فرانسيسكو غويا، الفنان الأكثر تمثيلاً على نطاق واسع، بالإضافة لأعمال هيرونيموس بوش وإل جريكو وبيتر بول روبنز وتيتيان ودييجو فيلاسكيز، من أبرز ما تضمه المجموعة.

الساحة الكبرى

بُنيت الساحة الأنيقة «بلازا مايور»، والتي تعني الساحة الكبرى، في القرن السابع عشر في عهد فيليب الثالث، وكانت مركزاً للتجارة والحياة البلدية، بالإضافة إلى كونها مسرحاً لمناسبات احتفالية، كإعلان ملك جديد على سبيل المثال. كما استُخدمت أيضاً كمكان لمصارعة الثيران، والعروض الدرامية، ومسابقات الفروسية.

واكتسبت الساحة مظهرها الحالي بعد حريق اندلع في 1790، عندما تم إغلاق الزوايا وبناء أقواس المدخل التسعة، مما ربطها بشارع توليدو، وشارع مايور، وشارع بوستاس، وشوارع أخرى. ولا تزال ساحة بلازا مايور وجهةً مهمةً للتجمع في مدريد، فهذه الساحة المرصوفة بالحجارة هي منطقةٌ للمشاة محاطة بمقاهٍ خارجية ومطاعم ذات أجواءٍ مميزة، مظللة بأروقتها. وفي المساء فهي وجهةً حيويةً للزيارة، سواء للسياح أو لسكان مدريد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق