حافظ المدلج: اللاعب السعودي تغيّر بسبب المال.. في الماضي الروح الوطنية تتغلب على الميول الشخصية - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

13 يونيو 2025, 8:33 مساءً

أبدى الدكتور حافظ المدلج، الكاتب الرياضي وعضو مجلس الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقًا، قلقه من تراجع مستوى القتالية والعطاء لدى لاعبي المنتخب السعودي، مؤكدًا أن المال أصبح عاملًا محوريًا في تغيير ذهنية اللاعب السعودي، ما أثّر على أدائه وانضباطه داخل الملعب.

ذكريات الروح القتالية.. "رأس مشقوق وخياطة في الملعب"

استعاد المدلج روح التضحية التي ميّزت الأجيال السابقة، مستشهدًا بما حدث في كأس آسيا 1984، حين أُصيب قائد المنتخب صالح النعيمة بإصابة خطيرة في رأسه خلال إحدى المباريات، حيث قال في حوار صريح عبر برنامج "MBC في أسبوع": "شقّوا رأسه وخيّطوه في الملعب، ورجع وكمل المباراة. هذه الروح لم نعد نراها اليوم."

كما استذكر مواقفًا مشابهة حصلت أثناء مشاركة الأخضر السعودي في تصفيات كأس العالم عامي 2002 و2006، قائلًا: "كان فيه لاعب مصاب – أعتقد عبدالله الواكد أو لاعب آخر – وكان ناصر الجوهر هو المدرب وقتها. قال له: (أنا أحتاجك)، فرد عليه اللاعب: (إذا شفتني واقف في الملعب، لا تطلعني)."

"الفلوس تغيّر النفوس"

وأكد المدلج أن نفسية اللاعب السعودي قد تغيرت بشكل جذري اليوم مقارنة بالماضي، قائلًا: "اليوم، اللاعب يُعرض عليه 39 مليون ريال ويرفض التجديد! الفلوس غيّرت النفوس. ما عاد فيه شيء اسمه ولاء القميص. اللاعب مشغول بمستقبله وبالملايين وبالسوشيال ميديا. حتى التدخلات القوية في الملعب صار يتجنبها، لأنه يفكر: لو انصبّت وش العائد عليّ؟"

وأضاف: "أنا ما أشكك في ولاء اللاعبين، ولكن الذهن أصبح مشغولًا بأمور لم تكن موجودة من قبل، ففي السابق، اللاعب كان يحرق نفسه في الملعب، رغم ظروفه الشخصية. فقد عرفنا بأن بعض اللاعبين كانوا يلعبون وآباؤهم في العناية المركزة، بكل تفانٍ. هذا الشيء لم نعد نراه."

رواتب ضخمة.. وغياب الانضباط

وتحدث المدلج عن الفارق المالي الكبير بين الماضي والحاضر، مشيرًا إلى أن اللاعب سابقًا كان راتبه 20 ألف ريال، والآن بعض اللاعبين يتقاضون مليونًا في الشهر! ومع ذلك، يرفضون عروضًا بـ12 مليونًا في السنة، وهم ليسوا سوبر ستارز. ليسوا يوسف الثنيان، ولا ماجد عبدالله، ولا محمد نور، ولا حتى ربع مستواهم."

وحول هذا الموضوع، استذكر فترة وجوده في الاتحاد السعودي، قائلًا: "اتخذنا قرارات بشأن تحديد سقف للرواتب، وفرضنا قيودًا على تفاوض اللاعب أثناء المعسكرات. الآن، هل الاتحاد السعودي قادر على القيام بكل الأدوار؟ هناك تدخلات من وزارة الرياضة، وربما حتى من الفيفا."

جدول مزدحم.. وقرار غير مناسب

انتقد الدكتور حافظ المدلج الجدول المرهق للمباريات، خاصة مع توجه المنتخب للمشاركة في بطولة الكأس الذهبية بأمريكا بعد نهاية موسم طويل، متسائلًا: "هل هذا هو الوقت المناسب؟ اللاعب مرهق ومحتاج لراحة. هل الاتحاد راضٍ عن وجود 8 أجانب؟ هل راضٍ عن هذا الضغط في الجدول؟ يجب أن تكون هناك جلسة مصارحة حقيقية."

سالم الدوسري.. لاعب كبير لا يُجيد ركلات الجزاء

أبدى المدلج تحفظه حول استمرار اللاعب سالم الدوسري في تنفيذ ركلات الجزاء، قائلًا: "أتمنى أن يبتعد عن تسديد ركلات الجزاء. هو لاعب كبير ومؤثر، وأفضل لاعب في آسيا، لكن الركلات تُشوّه مستواه الجميل."

واستند إلى معطيات تاريخية بقوله: "حتى ميسي ورونالدو، أعظم لاعبين في آخر 20 سنة، أضاعوا ركلات جزاء أكثر من غيرهم – أحدهم أضاع 31، والآخر 32 ركلة. الركلة تحتاج إلى توافق ذهني وعضلي، وسالم ذهنه مشغول بالتجديد والضغوط والسوشيال ميديا."

وأضاف: "سالم أضاع أمام بولندا، إندونيسيا، البحرين وأستراليا. إذا كان هو من يطلب التنفيذ، فاللوم عليه، وإذا المدرب هو من يطلب منه، فاللوم على الجهاز الفني."

هل نتأهل؟

وعن حظوظ تأهل الأخضر السعودي لنهائيات كأس العالم 2026، من بوابة الملحق الآسيوي، قال المدلج: "المجموعة الحالية مقسومة بين السعودية وقطر، مجموعتنا سهلة نسبيًا، والتأهل ممكن، لكن المباراة الأولى ستكون حاسمة، وأخشى من أن تكون بدايتنا صعبة."

الجمهور تغيّر.. والمنتخب لم يعد فوق الأندية

في نهاية حديثه، قال المدلج إن الروح الوطنية كانت تتغلب على الميول الشخصية في الماضي، وقد استشهد بحادثة حصلت في عام 1984، قائلًا: "كنا نركب مع عيال عمي، وكل واحد يشجع نادٍ مختلف، لكن إذا فاز المنتخب، نحتفل بشعاره، ما يهمنا مين سجّل الهدف. اليوم، في الإعلام والسوشيال ميديا، صار الهجوم على اللاعب حسب النادي الذي ينتمي إليه."

وختم حديثه بالقول: "عندما يُخطئ مدافع أو يُضيع مهاجم، تتجه الأقلام عليه بسبب ميوله. هذا لم يكن موجودًا من قبل."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق