لماذا استخدم القرآن لفظة العصا مع موسي .. بينما استخدم لفظة المنسأة مع سليمان..؟!
يقول د.فاضل السامرائي. في كتابه "أسئلة بيانية":
العصا في اللغة تطلق حينما تستخدم لأكثر من شيء.. قال موسي عليه السلام في خطابه لربه "قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَي- غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَي".
ولقد استخدمها موسي في الاتكاء وضرب الأشجار ليتساقط ورقها فتأكل منه الغنم وأضاف الله سبحانه علي ذلك أن شق له بها البحر وحولها إلي حية عملاقة يناظر بها سحرة فرعون.. لذلك أتي استخدام لفظة "العصا" مناسب لعصا "موسي" لكثرة أغراضها.
أما "المنسأة" فهي العصا العظيمة التي تطلق فقط حينما يراد بالعصا استخدام واحد فقط وهو الضرب وزجر الجِمال المعروفة بشربها الكثير للماء..لإعطاء الفرصة للمعز والخراف في حصتهم من الماء.. الخلاصة أنها تستخدم للزجر والضرب فقط.
وهي مشتقة من "النسء" ويعتي تأخير الوقت ومنه النسيئة وهو البيع بالتأخير و"نسأل الله في أجله" أي أخره وزاد فيه.
واستعمال لفظة المنسأة مناسب لعصا سليمان. لأنه استخدمها في قهر الجن الذين سُخّروا له بدليل قوله لما رأوا موت سليمان "ما لبثوا في العذاب المهين".. وفي ترتيب الجيوش وسوقهم في صفوف منظمة "وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون".
أما في العصا مع موسي فهو الأنسب لأن الغنم لا تحتاج إلي عصا عظيمة لسوقها كما أنه استعملها في مقام الرأفة بالحيوان والرحمة به.. وهنا لا يناسبها لفظ منسأة.
فوائد نحوية
من الفروق الإملائية المهمة بين العامية والفصحي. أنك في الفصحي لا ترسم ياءَ المخاطَبة المؤنثة إلا في فعل الأمر "افعلي" والفعل المضارع "تفعلين/ لم تفعلي".
ولكنك لا تقول فعلْتِي ولا إليكِي.
أما في العامية المصرية فالأصل كسر ما قبل كاف الخطاب للمؤنث مع تسكين الكاف إذا كان ما قبلها متحرّكًا. فنقول: إيدِكْ - عينِكْ - قلبِك - إلخ. وفتح ما قبل كاف الخطاب للمذكر مع تسكين الكاف. فنقول: إيدَك - عينَك - قلبَك - إلخ.
وتُرسَم الياء بعد كاف الخطاب دليلًا علي التأنيث إذا كان ما قبلها ساكنًا أو حرف مدّ فتقول عينيكي - فيكي - أبوكي - إلخ.
كذلك تُرسَم الياء بعد تاء التأنيث في الماضي مثلًا فتقول عمَلْتي. وتتضح هذه الياء بلا خلاف عندما يتصل بها ضمير فتقول مثلًا اللي عملتيه أو الكلام اللي قُلتيه أو العمر اللي عِشتيه. إلخ.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق