بالصور.. "رابعة الثلاثة" جوهرة الصحراء التي يجهلها كثير من السعوديين - هرم مصر

سبق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

10 يونيو 2025, 8:56 مساءً

رغم مكانتها الرفيعة في التاريخ الإسلامي، لا تزال مدينة القيروان التونسية مجهولة نسبيًا لدى كثير من السياح السعوديين، الذين غالبًا ما يقصدون المدن الساحلية مثل سوسة والمنستير، دون أن يدركوا أنهم على مقربة من واحدة من أقدم مدن العالم الإسلامي، والتي أطلق عليها الفقهاء لقب “رابعة الثلاثة”، بعد مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والقدس الشريف.

تُعد القيروان إحدى أهم المدن التاريخية في تونس، حيث تختزل دروبها الملتوية وأسوارها المطلية باللونين الأبيض والأزرق تاريخ البلاد العريق، خاصةً وأن المدينة تميزت بكونها مركز انطلاق حملات الفتح الإسلامي نحو شمال إفريقيا والأندلس.

تقع القيروان، أو مدينة "300 جامع"، على بُعد 156 كلم من العاصمة تونس، وتتميّز بألوانها الهادئة، وأزقتها الضيقة الملتوية، وقبابها المتعددة التي تحيط بجامع القائد الإسلامي عقبة بن نافع، مؤسس المدينة.

تأسست القيروان عام 50 هـ (670 م) على يد عقبة بن نافع، لتكون قاعدة متقدمة للفتوحات الإسلامية في شمال إفريقيا، وقاعدة عسكرية ومدنية في آنٍ واحد. ومع مرور الزمن، تحولت المدينة إلى مركز حضاري كبير، وازدهرت فيها الحياة العلمية والثقافية والدينية، لتصبح العاصمة الروحية للمغرب الإسلامي، وواحدة من أنشط مراكز نشر الإسلام وتعليم علومه في العصور الوسطى.

تزخر القيروان بتراث إسلامي فريد يجعلها أشبه بمتحف مفتوح، ومن أبرز معالمها جامع عقبة بن نافع، الذي يُعد من أقدم المساجد في إفريقيا والعالم الإسلامي، ويتميّز ببنائه الأغلبي المتين، وزخارفه البسيطة التي تعكس روح الزهد التي كانت سائدة آنذاك. ويضم الجامع صحنًا واسعًا، ومئذنة شامخة على الطراز الأندلسي المغربي، وقاعة صلاة تتسع لآلاف المصلين، ما يجعل زيارته تجربة روحانية ومعمارية مميزة.

كما تُعد فسقية الأغالبة من أبرز معالم المدينة، وهي خزان مائي ضخم بُني في القرن التاسع الميلادي، ويتكوّن من أحواض دائرية ضخمة كانت تُستخدم لتخزين مياه الأمطار، وتُعد تحفة هندسية تدل على تقدم المسلمين في تقنيات الري والهندسة المدنية آنذاك.

المدينة العتيقة في القيروان، المُدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1988، تأسر الزائر بأزقتها الضيقة، وأقواسها البيضاء، وأسواقها التقليدية التي تشتهر بصناعة السجاد القيرواني اليدوي (الزرابي)، ومنتجاتها الحرفية ذات الطابع التراثي الأصيل.

ورغم هذا الزخم التاريخي والديني والثقافي، تبقى القيروان غير معروفة على نطاق واسع لدى السياح السعوديين، الذين يمكنهم من خلال زيارة واحدة فقط اكتشاف عمق حضاري وروحي فريد، وتجربة سياحية مغايرة تمامًا للوجهات الترفيهية المعتادة. ومع توفر شبكة نقل سهلة من سوسة والمنستير، وتعدد خيارات الإقامة، باتت القيروان خيارًا مغريًا لكل من يبحث عن رحلة في قلب التاريخ الإسلامي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق