ذهب ألماني وحرير إيطالي.. تكلفة خرافية لصناعة كسوة الكعبة هذا العام - هرم مصر

صدي البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في مشهد تتجلى فيه عظمة الحرفة ورفعة المقصد، استعرض أحمد السويهرى، مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بمجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، تفاصيل صناعة واحدة من أعظم رموز القداسة في العالم الإسلامي. وذلك خلال مؤتمر صحفي أقيم بمقر مصنع الكسوة في مكة المكرمة، حيث كشف عن تفاصيل مذهلة تتعلق بالتكلفة، والمواد، وعدد الصناع، وأدق مراحل التصنيع.

قرن من الصناعة السعودية لكسوة الكعبة

منذ أكثر من مئة عام، تفخر المملكة العربية السعودية بكونها الحاضنة والمسؤولة عن صناعة كسوة الكعبة المشرفة. وأكد السويهرى خلال المؤتمر أن تكلفة تصنيع الكسوة لهذا العام بلغت 250 مليون ريال سعودي، مرجعاً ذلك إلى جودة المواد المستخدمة التي لا يُضاهى مثيلها، بدءاً من خيوط الذهب التي تُستورد خصيصاً من ألمانيا، مروراً بالحرير الفاخر القادم من إيطاليا.

مواد فاخرة تتحمل حرارة مكة.. وتُقاوم الزمن

الحرير المستخدم في الكسوة يُعد من أفخم الأنواع، يتميز بمواصفات عالية تُمكّنه من مقاومة التغيرات الجوية ودرجات الحرارة المرتفعة. وتُصبغ هذه الخيوط السوداء بعناية بعد مراحل دقيقة من الغسيل والاختبار، حيث تتحول الخيوط البيضاء إلى اللون الأسود، ثم تُنسج لتكوّن قماشاً فائق النعومة والمتانة.

قناديل مطرزة.. وآيات تُلهب الأرواح

أوضح السويهرى أن الكسوة تتزين بعدد من "القناديل" المطرزة بعبارات مثل "يا رحمن يا رحيم" و"الله أكبر"، في محاكاة للقناديل القديمة التي كانت تُعلق في الحرم المكي. كما تحمل الكسوة من الداخل آيات قرآنية مثل: "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها". وتُكتب تلك الآيات بخط الثلث المعروف بجماليته، ليُجسد الجمال الإلهي في أدق تفاصيل العمل.

159 صانعًا.. و10 أشهر من العمل المتواصل

ولم يأتِ هذا العمل الفاخر إلا بجهود بشرية ضخمة، حيث يعمل 159 صانعًا ماهرًا على مدار عشرة أشهر متواصلة لإنهاء الكسوة، التي تُستبدل سنويًا في يوم الثامن من ذي الحجة، قبيل وقفة عرفة.

فيلم وثائقي يكشف التفاصيل الدقيقة

وفي ختام المؤتمر الصحفي، تم عرض فيلم تسجيلي وثّق مراحل صناعة الكسوة، بدءاً من اختبار الخيوط، مروراً بالغسيل والصباغة، وصولاً إلى التجفيف والتحويل إلى خيوط ذهبية دقيقة مقاومة للعوامل البيئية.

كسوة الكعبة ليست مجرد نسيج فاخر، بل حكاية روحانية تُروى عبر الذهب والحرير والدقة اللامتناهية. هي مزيج من الجمال والتقوى، تسردها أيادي سعودية صنعتها بإيمان، وفن، وانتماء. وكما يقول الحديث الشريف: "إن الله جميل يحب الجمال"، تبقى كسوة الكعبة دليلاً حيًا على أن الجمال قد يكون عبادة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق