«إندبندنت»
تخيل أن بقايا الفواكه، يمكن أن تتحول إلى تكنولوجيا متقدمة تخزن الطاقة وتغذي الأجهزة الذكية والمركبات الكهربائية. هذا ما نجح فيه باحثون من جامعة بريتوريا بجنوب إفريقيا، إذ تمكنوا من تحويل قشور فاكهة المانغوستين إلى مواد كربونية عالية الأداء، تستخدم في تصنيع مكثفات فائقة لتخزين الطاقة، والمعروفة باسم «السوبركاباسيتور»، في خطوة لا تسهم فقط في تقليل هدر الطعام، بل فتح أبواب أمام حلول طاقة نظيفة ومنخفضة التكلفة.
المكثفات الفائقة، هي نوع من خلايا تخزين الطاقة تشبه البطارية ولكن تختلف عن البطاريات التقليدية في أنها تشحن وتفرغ طاقتها في وقت قصير جداً، ما يجعلها مثالية للأجهزة التي تحتاج إلى دفعات سريعة من الطاقة، مثل فلاش كاميرات الهواتف المحمولة، وأجهزة تتبع اللياقة، والساعات الذكية، كما أن لها تطبيقات مهمة في أنظمة الطاقة المتجددة، إذ يمكنها امتصاص الفائض من الكهرباء الناتجة عن الألواح الشمسية أو توربينات الرياح، ثم تحرير هذه الطاقة عند الحاجة، مما يساعد على استقرار تدفق الطاقة حتى في غياب الشمس أو الرياح.
اكتشف الباحثون أن قشور فاكهة المانغوستين تحتوي على نسبة عالية من المركبات الكربونية، تتراوح بين 35% و45%، ومن خلال طريقة بسيطة ومبتكرة، تمكنوا من تحويل هذه القشور إلى كربون نشط عالي المسامية، وهو المكون الرئيسي في أقطاب المكثفات الفائقة.
العملية التقليدية لتحويل القشور إلى كربون نشط تستغرق ساعات وتتطلب تسخيناً على مراحل، أما الطريقة الجديدة فتقوم على مزج القشور المجففة بكربونات البوتاسيوم وتسخينها مباشرة إلى درجة 700 مئوية في خطوة واحدة فقط، وهذا التبسيط يخفض تكلفة الإنتاج، ويقلل من استهلاك الكهرباء، ما يجعل هذه التقنية أكثر قابلية للتطبيق الصناعي الواسع.
0 تعليق