من تمام الحج احترام النظام - هرم مصر

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
إيماناً بمقولة معلم الناس الخير «لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة، (يقصد مكة المكرمة وحرمها)، فإذا ضيعوا ذلك هلكوا». مقولة تبناها مؤسس هذا الكيان وأبناؤه الكرام من بعده فكانت عمارة المسجد الحرام وتوسعة المكان وشق الأنفاق وتطويع الجبال وتسوية الأودية لاستيعاب هذا الكم المتعاظم من وفود الرحمن في فترة زمنية ضيقة وطبيعة مكانيّة محكمة.

مناسبة تتفرد بها حكومة المملكة العربية السعودية، فخراً دون حكومات العالم أجمع، قيضها الله لهذه المهمة ووفقها لأدائها على أكمل وجه.

وفرت أقصى درجات الراحة والأمن والأمان لضيوف الرحمن القادمين نظاماً لأداء فريضة الحج، وفرضت الأنظمة والقوانين والعقاب لكل من يحاول أن يخالف التعليمات أو يتحايل عليها أو يسيء لهذه الفريضة.

وهو أمر يدخل في صميم السياسة الشرعية التي تجيز للحاكم أن ينظم حياة الناس، ويحافظ على مكتسباتهم، ويرعى حقوقهم، ويحترم حرماتهم، ويرد المظالم عنهم، فالتقنين لأمور العباد بما يصلح دنياهم إنما هو أمر شرعي له أصل في دين الإسلام يترتب عليه الالتزام بالأحكام والأنظمة والقوانين. فالقرارات المقننة إنما هي لجلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها اعتماداً على أن الشريعة الإسلامية بمضامينها المختلفة إنما قامت على حفظ النفس وصونها، وهنا يأتي دور ولي الأمر الذي شرفه الله بخدمة أقدس بقعة في الكرة الأرضية، فكان لزاماً عليه أن ينظم هذه الشعيرة المقدسة ويحافظ على ضيوف الرحمن لأداء فريضتهم المباركة التي جعلها الله مرة واحدة في العمر، وقرنها بالاستطاعة وهي على التراخي ولم يجعلها على الفور، والاستطاعة شرط من شروط وجوب الحج فإن لم تتوفر هذه الاستطاعة فإن الحج غير وارد في حق المسلم لقوله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا).

وأيضاً غير وارد لمن أدى الفريضة مرة واحدة ويكررها كل عام من باب التفاخر وزيادة في دين الله، فكان التنظيم من قبل الدولة أمراً واجباً تحمد عليه، فلا عزاء لمن تأول في حكمة هذا القرار، مفسحة المكان لضيوف الرحمن القادمين نظاماً، للقضاء على الحج العشوائي والافتراش والتزاحم، وضرورة مراعاة الزمان وجغرافية المكان، ومن يتحايل على الأنظمة والقوانين القائمة ويسلك طرقاً وعرة معرضاً نفسه ومن معه للهلاك فهو يعمل على خلاف الأصل وحجه مردود عليه فحفظ النفس من الضروريات التي أمر بها الشرع، فالحج واجب عيني على كل من استجمع شرائط الوجوب، وهو لمرة واحدة فقط، لقوله عليه الصلاة والسلام «قد فرض الله عليكم الحج فحجوا» فقال رجل: أكل عام؟ فسكت الرسول حتى قالها الرجل ثلاثاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم».

أخبار ذات صلة

 

فإذا سقط عن المرء نفسه الحج لعدم الاستطاعة فإنه لا يكون للإنابة أي باب يستدعي الإنسان أن يحج مرة عن والديه ومرة عن صاحبته وأخرى عن صديق، ويتوسع البعض فيجعل منها تجارة يحج فيها عن الآخرين.

كما أن البعض يعطي مبلغاً من المال لزيد أو عمرو ليحج عنه أو عن والده المتوفى في تجارة غير مبررة، فعدم توفر الاستطاعة يسقط الحج عن المرء.

قرارات وتنظيمات وتوعية تهل علينا من كل طرق التواصل ومن أجهزة الدولة كافة لتعظيم البلد الأمين ومراعاة ضيوف الرحمن وإظهار مدى حرص الدولة على مشاريع الحج والمشاعر، ولن يتأتى ذلك إلا بالعمل الجماعي الجاد والمخلص وتعاون الجميع مواطنين ومقيمين وتفاعلهم بصدق مع هذه القرارات وتطبيقها.

تقبل الله من الجميع طاعاتهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق