أمس ترامب واليوم بوتين وتشي.. ما قصة الميكروفونات المفتوحة داخل المؤتمرات الدولية؟ - هرم مصر

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أغلبنا ربما يتذكر مشهدًا قديمًا من مسرحية الزعيم التي جسّدها النجم الكبير عادل إمام، حين فوجئ البطل بفتح الميكروفون تلقائيًا وهو داخل المرحاض، في لقطة كوميدية ساخرة لم يكن أحد ليتوقع أن تتكرر يومًا على أرض الواقع. لكن المفارقة أن ذلك المشهد بات ينعكس فعلًا في قاعات المؤتمرات والقمم الدولية الكبرى، حيث يجد زعماء العالم أنفسهم بين الحين والآخر في موقف محرج بعدما تلتقط الميكروفونات المفتوحة أحاديثهم الخاصة وتبثها إلى العلن.

يُسلِّط موقع وجريدة الفجر الضوء حول بعض مواقف تبدو في عالمنا العربي والشرق أوسطي أزمة كبيرة، في حين بدت تسريب أحاديث القادة الجانبية، ظاهرة تُطلِّ علينا في الربع الأخير من العام 2025، داخل مؤتمراتهم في دولهم العُظمى.

ميكروفون يكشف حوار بوتين وشي

هذا السيناريو لم يعد استثناءً، إذ تكرر مؤخرًا في بكين على هامش عرض عسكري ضخم حضره خصوم الولايات المتحدة: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني شي جين بينغ، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

اجتماع شي وبوتين: ما يمكن توقعه من المحادثات الصينية-الروسية - BBC News عربي
التقط ميكروفون مفتوح حوارًا جانبيًا بين بوتين وشي حول زراعة الأعضاء وإمكان أن يعيش البشر حتى 150 عامًا.

ففيما كان المشهد الرسمي ينقل صور الزعماء الثلاثة جنبًا إلى جنب، التقط ميكروفون مفتوح حوارًا جانبيًا بين بوتين وشي حول زراعة الأعضاء وإمكان أن يعيش البشر حتى 150 عامًا، حسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية. تصريحات الترجمان المسموعة لم تكن مخصصة للبث، لكنها تحولت إلى مادة إعلامية أشعلت النقاشات عالميًا، وكشفت ما لا يُقال عادة في البيانات الرسمية.

ترامب يوقف قمته مع زيلينسكي وقادة أوروبيين ليهاتف بوتين وروبيو يعلق - CNN Arabic
ظهور صوت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر ميكروفون مفتوح قبل اجتماع متعدد الأطراف في البيت الأبيض أغسطس 2025.

ترامب والهمس الملتقط

ولم يكن ذلك الحادث الأول من نوعه؛ ففي أغسطس الفائت ظهر صوت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر ميكروفون مفتوح قبل اجتماع متعدد الأطراف في البيت الأبيض، وهو يهمس للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلًا: "أعتقد أن بوتين يريد التوصل إلى صفقة من أجلي. هل تفهم ذلك؟"، في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا. بدا الأمر كما لو أن التقنية تفضح ما يحاول القادة إبقاءه في الكواليس.

هل هي صدفة أم تكتيك سياسي؟

التفاصيل غير المقصودة سرقت الأضواء، وأثارت تساؤلات عما إذا كانت هذه الهفوات مجرد صدفة تقنية أو أداة مقصودة لإظهار "الوجه الآخر" للسياسة العالمية.

قمة ألاسكا 2025 والرسائل الخفية

الحوادث توالت حتى وصل بوتين إلى قمة ألاسكا 2025، حيث اجتمع ترامب وبوتين ثلاث ساعات كاملة في لقاء هو الأول من نوعه على الأراضي الأمريكية منذ سنوات. ورغم أن القمة لم تُسفر عن اتفاقيات مكتوبة أو تفاهمات رسمية بشأن الحرب الأوكرانية أو العقوبات.

ترامب: تتآمرون ضد الولايات المتّحدة

مؤخرًا، اتّهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الصيني شي جينبينغ بـ "التآمر" ضد بلاده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون الموجودين في بكين لحضور عرض عسكري ضخم إحياء لذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية.

وكتب الرئيس الجمهوري في منشور على منصته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي "أتمنى للرئيس شي ولشعب الصين العظيم يوما رائعا من الاحتفالات"، قبل أن يضيف بنبرة ساخرة "أرجو منكم إبلاغ أطيب تحياتي لفلاديمير بوتين وكيم جونغ أون بينما تتآمرون ضد الولايات المتّحدة".

مفهوم المؤتمرات
تقنية وتنظيمية وبروتوكولية.. ما أسباب حدوث ذلك؟  

تقنية وتنظيمية وبروتوكولية.. ما أسباب حدوث ذلك؟  

بينما تقوم مثل هذه الدراما المثيرة للجدل السياسي والعالمي، تُعدّ حوادث الميكروفونات المفتوحة واحدة من أكثر المواقف إحراجًا داخل المؤتمرات والقمم الدولية، إذ كثيرًا ما تفاجئ قادة العالم حين تُبث أحاديث جانبية لم تكن معدّة للنشر. ورغم أن الأمر يبدو أحيانًا وكأنه مجرد مصادفة، فإن الخبراء يؤكدون أن وراء هذه الظاهرة أسبابًا واضحة تتراوح بين أخطاء تقنية ناجمة عن خلل في أنظمة الصوت أو نسيان إغلاق القنوات، ما يعتبرونها ثغرات تنظيمية مرتبطة بضغط الأحداث..

1. الأخطاء التقنية أو النظامية (Technical glitches)

في كثير من الأحيان، يُترك الميكروفون مفتوحًا بفعل خلل برمجي أو نسيان من طاقم العمل، وقد لا تُغلق القنوات الصوتية بشكل سليم أو أوتوماتيكي بعد الجلسات أو الفواصل.

2. ضعف التنظيم والبروتوكولات (Organizational lapses)

في إعدادات المؤتمرات الكبرى، خاصة عند استخدام عدة ميكروفونات لاسلكية أو لتنفيذ تغطية طاقم كبيرة، قد يُشغّل جهاز ما بالخطأ أو يُبقى مفتوحًا دون انتباه من الطاقم التقني.

3. القضايا المتعلقة بالصوتيات (Acoustic issues)

عند استعمال ميكروفونات متعددة في قاعة واحدة، يؤدي ذلك إلى انخفاض في جودة الصوت (Gain) وزيادة في فرص حدوث " Feedback" – وهو صوت صفير ناتج عن تكرار الإشارة بين الميكروفون والسماعة. لتفادي ذلك، يتم في بعض الأحيان إبقاء عدد من الميكروفونات مفتوحة لتغطية متحدثين مختلفين، لكن هذا يعزز أيضًا احتمال بث صوتي غير مقصود.

في المحصلة، بات حضور الميكروفونات المفتوحة جزءًا من دراما السياسة الدولية، يكشف غير المتوقع وتُعيد رسم صورة القادة أمام الرأي العام. وهنا يظل السؤال قائمًا: هل هي أخطاء بروتوكولية نتيجة غياب الدقة في التنظيم، أم أنها لحظات مقصودة تتيح للعالم أن يسمع ما يدور في الغرف المغلقة؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق