أيرلندا.. قصة جزيرة واحدة بوجهين مختلفين - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 4/9/20254/9/2025

|

آخر تحديث: 16:46 (توقيت مكة)آخر تحديث: 16:46 (توقيت مكة)

في الركن الغربي من أوروبا، تتلألأ أيرلندا بجناحيها: جمهورية أيرلندا المستقلة وأيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة، كواحة خضراء تمزج بين روعة الطبيعة وثراء التاريخ وعراقة الموسيقى وكرم الضيافة.
على هذه الجزيرة التي صاغت ملامحها الأساطير الكلتية، وتزينها منحدرات مطلة على الأطلسي، يجد الزائر نفسه أمام لوحة تجمع بين الثقافة العريقة والمناظر الطبيعية الساحرة والدفء الإنساني.

ورغم الانقسام السياسي بين شطري الجزيرة، فإن الطبيعة تبدو موحدة، والناس ينثرون روح الود والكرم بلا حدود، إذ تتيح الترتيبات السياسية حرية الحركة والتنقل دون حواجز أو نقاط تفتيش، رغم وجود حكومتين مختلفتين وأنظمة شرطية وصحية مستقلة.

جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية – واحة خضراء تجمع بين روعة الطبيعة وثراء التاريخ (شترستوك)
جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية واحة خضراء تجمع بين روعة الطبيعة وثراء التاريخ (شترستوك)

 

جزيرة واحدة وقصتان

يعود الانقسام بين الشمال والجنوب إلى عام 1922، حين نالت غالبية الجزيرة استقلالها عن بريطانيا تحت مسمى جمهورية أيرلندا، فيما فضلت ست مقاطعات شمالية البقاء ضمن المملكة المتحدة. لكن المسار لم يكن سلميا، فقد شهدت البلاد صراعات دامية استمرت لعقود فيما عرف بـ"الاضطرابات" قبل أن ينتهي العنف بتوقيع اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998، الذي فتح الباب أمام مصالحة وتعايش جديدين.

اليوم، يلمس الزائر مظاهر تعاون يومي تتجاوز الانقسام السياسي، غير أن التباين يظهر في بعض التفاصيل، مثل اختلاف العملة (اليورو في الجمهورية، والجنيه الإسترليني في الشمال) أو نظام التأشيرات، إذ تحتاج كل جهة إلى تصريح مستقل رغم سهولة التنقل البري بعد الوصول.

الانقسام بين الشمال والجنوب يعود إلى عام 1922 (الجزيرة)
الانقسام بين الشمال والجنوب يعود إلى عام 1922 (الجزيرة)

دبلن.. قلب الأدب والثقافة

في دبلن، عاصمة الجمهورية، يلتقي التاريخ بالأدب والفنون. فكاتدرائية القديس باتريك وقلعة دبلن تسردان فصولا من الماضي، فيما تعج منطقة "تمبل بار" بالموسيقى الحية والمقاهي.

إعلان

وتعد كلية ترينيتي وكتاب كيلز من أبرز كنوزها الثقافية، حيث يلتقي الزائر بواحدة من أثمن المخطوطات الأوروبية.

على الساحل الغربي، تقف منحدرات "موهير" شامخة بارتفاع يزيد على 200 متر وتمتد لمسافة 8 كيلومترات على الأطلسي، في مشهد بانورامي يصنف ضمن أجمل العجائب الجيولوجية في أوروبا.
وبالقرب منها، تستقبل مدينة غالواي زوارها بمهرجاناتها الشعبية وموسيقاها البوهيمية، خصوصا في يوليو/تموز حين تتحول ساحاتها إلى مسارح مفتوحة.

أما طريق "رينغ أوف كيري"، فيعتبر واحدا من أجمل طرق القيادة في العالم، تتخلله مناظر طبيعية بين القرى الجبلية والبحيرات والسواحل، بينما تمنح جزر آران لمحة عن الحياة التقليدية بما تحويه من أسوار حجرية وهدوء ريفي أصيل.

مشهد لكاتدرائية القديس باتريك في دبلن حيث يلتقي التاريخ بالأدب (شترستوك)
مشهد لكاتدرائية القديس باتريك في دبلن حيث يلتقي التاريخ بالأدب (شترستوك)

بلفاست.. من الاضطراب إلى السلام

في بلفاست، عاصمة أيرلندا الشمالية، تتجلى حكاية التحول من العنف إلى المصالحة.
يأخذ متحف "تيتانيك" الزائر إلى قصة بناء السفينة الشهيرة، فيما تحول سجن "كروملين رود" إلى شاهد على التاريخ.

وتظل جدران المدينة المزينة برسوم الغرافيتي بمثابة متحف مفتوح يروي حكايات الانقسام والهوية. أما قلعة بلفاست وحدائقها النباتية فتمنح مشاهد طبيعية ساحرة تطل على المدينة.

وعلى الساحل الشمالي الشرقي لمقاطعة أنتريم، يتربع "ممر العمالقة" المدرج على لائحة التراث العالمي لليونسكو، بأعمدته البازلتية سداسية الشكل، التي تشكلت بفعل نشاط بركاني قديم.

وبالقرب منه، يمتد جسر "كاريك-أ-ريد" المعلق فوق البحر بين منحدرين صخريين، ليمنح الزائر تجربة مثيرة ومناظر طبيعية خلابة.

جسر كاريك-أ-ريد الحبلي يطل على مناظر طبيعية خلابة (موقع ناشيونال تراست الحكومي)
جسر كاريك-أ-ريد الجبلي يطل على مناظر طبيعية خلابة (موقع ناشيونال تراست الحكومي)

مذاقات أيرلندية

في المقاهي والمطاعم التقليدية، تتجلى هوية المطبخ الأيرلندي من خلال أطباق مثل الحساء الكريمي والإفطار الكامل وخبز الصودا، إضافة إلى أطباق البطاطا والكرنب.

وتتميز البلاد بمأكولات بحرية طازجة على سواحلها، من المحار إلى حساء التشاودر، بينما يختتم كثيرون وجبتهم بحلوى "بودينغ الخبز والزبدة" التي تعكس دفء البيوت الأيرلندية.

وتعرف أيرلندا بحفاوة أهلها وتنوع خيارات الإقامة التي تناسب كل الأذواق والميزانيات، من الفنادق الفاخرة وسط العاصمة، إلى بيوت الضيافة الريفية والشقق العائلية التي تمنح المسافرين تجربة محلية أصيلة.

خيارات الإقامة تناسب أنماط السفر المختلفة (شترستوك)
خيارات الإقامة تناسب أنماط السفر المختلفة (شترستوك)

ومن مكتبات دبلن العريقة، إلى موسيقى غالواي الشعبية، وصولا إلى دروب العمالقة في الشمال، تفتح أيرلندا أبوابها لكل من يبحث عن حكاية مختلفة.

إنها جزيرة تجمع بين الانقسام السياسي والوحدة الطبيعية، بين الأسطورة والواقع، لتمنح زوارها تجربة سياحية فريدة لا تشبه غيرها في أوروبا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق