على بعد دقائق من الأهرامات يقف المتحف المصري الكبير شامخًا.. ليس فقط كأكبر صرح أثري في العالم بل كفرصة اقتصادية تعيد تشكيل المشهد السياحي والتجاري في الجيزة.
الافتتاح المرتقب مع بداية شهر نوفمبر المقبل لا يقرأ فقط في دفاتر الثقافة والآثار.. بل أيضًا في حسابات أصحاب الفنادق والمطاعم والمحلات الصغيرة المحيطة بالمكان.
"السائح بقى يقعد أطول"
يقول أحمد صادق، علاقات عامة بأحد الفنادق القريبة "زمان كان السائح بيجي يشوف الأهرامات ويرجع القاهرة في نفس اليوم. دلوقتي لما بقى عنده متحف عالمي يزوره.. بيقرر يبات يومين أو تلاتة في الجيزة. نسب الإشغال عندنا ارتفعت فعلًا حتى قبل الافتتاح الرسمي الكامل.
"الأكل بقى له زبون جديد
أما محمود عبد الغني صاحب مطعم شعبي، فيؤكد قائلا " العمالة هنا فرحانة.. من ساعة ما بدأوا يعلنوا عن افتتاح المتحف لقينا عربيات سياح كتير واقفة.بعضهم بيجي يتغدى بعد الجولة أو ياخد سناك قبل مايدخل المتحف"
الزوار.. تجربة مختلفة
مايكل ايجون سائح إيطالي، يقول بابتسامة وهو يلتقط صورة أمام الواجهة الزجاجية التي تطل علي الاهرامات "جئت من روما لارى الأهرامات، لكن وجود متحف بهذا الحجم جعلني أمد إقامتي يومين إضافيين”
بينما ترى سميحة اسماعيل جاءت المتحف مع اسرتها" أن المتحف أصبح مكانًا للزيارة العائلية مش محتاج تسافر برة. هنا فيه مقاهي، محلات هدايا، ومساحات تعليمية.. ده هيغير شكل السياحة الداخلية كمان.”
مشروع ينعش الاقتصاد المحلي
يرى د. احمد الشهابى الخبير الاقتصادى أن المتحف سيغير الخريطة بالكامل وان السياحة الثقافية ستتحول إلى سياحة متكاملة تشمل إقامة وتسوق ومطاعم.
على سبيل المثال تشهد االمنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير والأهرامات حاليًا طفرة في البنية الفندقية، حيث يتم إنشاء فنادق جديدة وزيادة الطاقة الاستيعابية لأخرى,فالمنطقة ستكون أحد أهم مناطق الجذب السياحي في العالم بعد افتتاح المتحف الكبير , تستوعب زيادة عدد السياح الراغبين في الإقامة بهذه المنطقة
بالاضافة الى فرص العمل ستزداد في محيط المتحف.. من مرشدين سياحيين إلى سائقي تاكسي وعمالة صغيرة.
يوضح د. احمد الشهابى ان المتحف المصرى الكبير ليس مجرد مبنى أثري.. بل سيعد مدينة اقتصادية صغيرة.
كل مقهى أو بائع هدايا أو فندق صغير سيجد لنفسه مساحة في ظل التدفق السياحي الجديد..مشيرا الي ان المتحف المصري الكبير يبرهن أن الثقافة ليست رفاهية.. بل استثمار ينعش حياة الناس ويحوّل الفن والآثار إلى قوة اقتصادية وسياحية تنعش الاقتصاد المصرى.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق