"عندما يلتقي نهر النيل بنهر اليانغتسي".. هكذا تحتفل إدفو بالمولد النبوي - هرم مصر

الاسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إدفو تحتفل بالمولد النبوي

هيام إبراهيم فهمى

في مدينة إدفو بمحافظة أسوان، تتحول ساحة الشيخ مصطفى عبد السلام إلى محطة زمنية تعيد أجيالاً إلى الأيام الأولى من الإسلام، حيث يتجسد المولد النبوي الشريف في صورة روحانية وعملية فريدة من نوعها.

ساحة الشيخ مصطفى: منارة للزهد والحكمة

تعد ساحة الشيخ مصطفى عبد السلام، منذ عقود طويلة، مقصداً للروحانيين والمحبين، بما تحمله من سكينة خاصة، يُعرف الشيخ مصطفى بأنه الرجل الذي جمع بين الزهد الروحي والحكمة العملية، مما جعله مقصداً للعلماء والصالحين في صعيد مصر.

ورث عنه أبناؤه مسارين مختلفين: الشيخ أبو الحسن الذي آثر الزهد التام، والشيخ عبد السلام الذي بقي قريباً من الناس، جامعاً بين همته الروحية ودوره الاجتماعي، ليظل حاضراً بقوة في حياة الأهالي.

طقوس تعيد أجواء الهجرة النبوية

يصف الشيخ عبد الفتاح عبد الغني، أحد أتباع الشيخ مصطفى، أجواء الاحتفالات قائلاً: "حين تدخل إلى الساحة في أيام المولد، يخيل إليك أنك عبرت باباً سحرياً لتجد نفسك في الأيام الأولى من الإسلام"، فالأرض مفروشة بالبسط البسيطة، والأنوار تضيء الوجوه بالخشوع والفرح، هنا يتجمع المريدون وأبناء الطرق الصوفية والأهالي لإحياء ذكرى المولد النبوي بطقوس متوارثة. تختتم الاحتفالات بـ "ختمة ألفية الصلاة على النبي" ثم تلاوة سورة يس، لتنتهي الليلة بموائد عامرة يشارك فيها الجميع.

موكب "الهجرة" في شوارع إدفو

أبرز ما يميز الاحتفالات هو انطلاق الموكب من قلب الساحة، يتقدمه جمل مزدان بالهودج الأخضر، ترافقه دفوف صوفية تهز الشوارع بإيقاعها يجوب الموكب المدينة، وتتعالى أصوات الزغاريد والمدائح، ليعيد إلى الأذهان رحلة الهجرة النبوية.

يضيف الشيخ عبد الفتاح: "حين ترى الموكب يجوب البلدة، تشعر أنك تسير مع الصحابة.. .كل شيء هنا يعيدك إلى البدايات"، وقد ساعدت طبيعة إدفو البسيطة على تعزيز هذا الشعور، مما يجعل المكان يبدو وكأنه لوحة حية من زمن الرسول الكريم، حيث الإيمان أنقى والقلوب أصفى.

83c4cd08ba.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق