Published On 4/9/20254/9/2025
|آخر تحديث: 09:53 (توقيت مكة)آخر تحديث: 09:53 (توقيت مكة)
كشف تلسكوب جيمس ويب الفضائي عن تفاصيل جديدة في قلب سديم إن جي سي 6302 المشهور بين هواة الفلك ومتخصصيه باسم "سديم الفراشة"، والذي يبتعد عن الأرض مسافة 3400 سنة ضوئية، ويساوي عرضه ما يقارب مجموعتين شمسيتين بالكامل!
سديم الفراشة من السدم الكوكبية، تلك التي نشأت في نهاية عمر نجوم متوسطة كالشمس، حيث تنفض أغلفتها الخارجية في صورة رياح نجمية شديدة، تلتف كسديم ملون حول ما تبقى من النجم، والذي يسمى في هذه الحالة "القزم الأبيض".
وإليك فيديو قصير من منصة جيمس ويب يسبر أغوار سماء الليل للكشف عن موضع سديم الفراشة وشكله:
سحر الأشعة تحت الحمراء
صورة "ويب" الجديدة ركزت على مركز السديم، حيث تظهر حلقة من من الغبار تحجب النجم المركزي من فئة القزم الأبيض، إذا ما التقطت صور لها في نطاق الضوء المرئي.
لكن الأشعة تحت الحمراء يمكن أن تخترق ذلك الغبار، وتبين ما يقع بداخله، وهنا تأتي أهمية مرصد جيمس ويب الذي يعمل في ذلك النطاق من الضوء غير المرئي.
يشبه الأمر، لغرض التقريب، أن تنكسر عظمة الفخذ لدى أحدهم فيذهب إلى المستشفى ويخضع لأشعة سينية، والتي تتمكن من اختراق طبقات الجلد والعضلات لتبيان شكل العظام بالأسفل، جيمس ويب كذلك يتمكن من اختراق سحب الغاز والغبار وتبيان ما يقع تحتها.
وإليك فيديو قصير من إصدار منصة جيمس يوضح الجزء الذي درسه العلماء من السديم:
تفاصيل غير مسبوقة
رصد جيمس ويب سحابة غبار دافئة حول النجم المركزي الشديد السخونة (بدرجة حرارة سطح تقارب 220 ألف سيليزية)، وهي حرارة هائلة تفسر توهج السديم، وتُعد من الأعلى في مجرتنا.
أظهرت بيانات جيمس ويب كذلك سيليكات بلورية (مثل الكوارتز) وحبيبات غبار بحجم يقارب الميكرون (وهو حجم كبير فلكيا)، مما يعني أن الحبيبات نمت طويلا داخل السديم.
وبينت الصور الجديدة وجود نفاثات ثنائية القطب من جوار النواة، تعد مفتاحا لفهم هندسة أجنحة السديم التي تشبه أجنحة الفراشة، وكيف تتغذى بالطاقة.
إعلان
وبشكل مفاجئ، رصد الباحثون وجود جزيئات "هيدروكربونات عطرية متعددة الحلقات" داخل بيئة أكسجينية، وقد يكون ذلك أول دليل على تكوّن هذه المركبات المعقدة في سديم كوكبي، مما يوسع سيناريوهات تكون الجزيئات العضوية في الفضاء.
يسهم كل ذلك في دراسة السدم الكوكبية بعمق غير مسبوق، الأمر الذي يحسّن من فهم العلماء لمستقبل الشمس، إذ يرجح أن تخوض المصير نفسه بعد نحو 5 مليارات سنة.
0 تعليق