Published On 4/9/20254/9/2025
|آخر تحديث: 09:22 (توقيت مكة)آخر تحديث: 09:22 (توقيت مكة)
تعيش الأسواق الأوروبية وقع صدمة تجارية جديدة مع اتساع الفائض الصيني، مدفوعا بما وصفه خبراء بـ"خفض انتهازي" لقيمة اليوان.
وأوضح تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ أن بكين استغلت تراجع الدولار الأميركي هذا العام لتبقي على عملتها منخفضة نسبيا أمام اليورو والين، ما زاد من قدرة صادراتها على المنافسة في الاتحاد الأوروبي.
خفض انتهازي للعملة
ووفقا للوكالة، فإن الدولار تراجع خلال 2025 أمام جميع العملات الرئيسية بفعل تباطؤ النمو الأميركي وارتفاع مستويات الدين وتزايد القلق من سياسات الرئيس دونالد ترامب.

لكن بينما ارتفع الين الياباني بنسبة تفوق 6% وصعد اليورو بأكثر من 12%، لم يزد اليوان الصيني سوى أقل من 3%، وهو ما يعني أن العملة الصينية انخفضت فعليا بأكثر من 9% مقابل اليورو منذ بداية العام بحسب الوكالة.
وكتب المحلل ستيفن جين، مدير شركة "يوريزون إس إل جي كابيتال" في مذكرة نقلتها بلومبيرغ: "بكين انخرطت فيما أسميه خفضا انتهازيا، إذ استغلت هبوط الدولار لتُهندس خفضا لقيمة اليوان أمام اليورو وعملات أخرى".
أثر مباشر على التجارة مع أوروبا
هذه السياسة أسهمت في تضخم الفائض التجاري الصيني مع الاتحاد الأوروبي، والذي تجاوز 168 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام، بحسب بيانات جمعتها بلومبيرغ.
التقرير أشار إلى أن هذا يعيد إلى الأذهان ممارسات الصين منذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001، حينما حافظت لسنوات على ربط عملتها بالدولار لتأمين موقع تنافسي لصادراتها.
ورغم التجربة الأميركية المريرة في تلك الحقبة، إذ اتُهمت واشنطن بالتساهل مع سياسة العملة الصينية، فإن بروكسل اليوم لم تعلن موقفا مشابها، وفق تعبير الوكالة.
وتساءل ستيفن جين في حديثه: "لماذا لم تشتكِ أوروبا من سياسة الصين النقدية حتى الآن؟ هذا لغز بالنسبة لي".
أصوات أميركية محذرة
وقال براد سيتسر، المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأميركية في تصريحات نقلتها بلومبيرغ إن اليوان "إذا وُزن مقابل سلة عملات شركاء الصين التجاريين، قد يحتاج إلى الارتفاع بنسبة 15% لتعويض تراجعه في السنوات الأخيرة".

أما وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، فأشار في يوليو/تموز الماضي إلى مفارقة لافتة بقوله "النموذج الاقتصادي الأوروبي كان قائما على الطاقة الروسية الرخيصة وسعر صرف منخفض لليورو والتصدير إلى الصين. الآن قلبت الصين المعادلة لصالحها، فهي التي تمتلك الطاقة الروسية الرخيصة والعملات المنخفضة وتصدر إلى أوروبا".
إعلان
ويذكّر التقرير بأن إبقاء أسعار الصرف منخفضة كان جزءا أساسيا من نجاح الصين التصديري طوال العقدين الماضيين، وأن هذا النهج عاد ليلعب دورا مشابها في 2025.
وفي حين يرى محللون أن واشنطن دفعت ثمنا غاليا لتجاهلها هذه السياسات سابقا، فإن أوروبا تبدو متأخرة في إدراك حجم التأثير.
0 تعليق