مالطا.. رحلة بين مدن عربية الملامح وجزر ساحرة - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منة الله ظاهر

Published On 2/9/20252/9/2025

|

آخر تحديث: 17:21 (توقيت مكة)آخر تحديث: 17:21 (توقيت مكة)

مالطا ـ في قلب البحر الأبيض المتوسط، حيث يلتقي التاريخ بالبحر، تقف مالطا كجوهرة صغيرة تزخر بسحر طبيعي وحضاري نادر.

ورغم مساحتها المحدودة، فإن هذه البلاد تحمل في أزقتها وأسوارها حكايات من عصور متعاقبة، من بينها فصل عربي ترك أثره العميق في لغتها ومعمارها، وحتى أسماء مدنها.

"مدينا" الصامتة و"سليما" النابضة

تبدأ الرحلة من مدينا، العاصمة الأولى لمالطا، المعروفة بـ"المدينة الصامتة"، بأسوارها العتيقة وشوارعها الضيقة المرصوفة بالحجر، تبدو وكأنها توقف فيها الزمن، تحتفظ بعبق القرون الوسطى، وبصمة الحضارة العربية التي حكمت الجزيرة في القرن التاسع الميلادي.

3: ميناء مانويل القريب من مدينة سليما
ميناء مانويل القريب من مدينة سليما (الجزيرة)

ومن هدوء مدينا، ينتقل الزائر إلى سليما، المدينة الساحلية النابضة بالحياة، حيث الواجهة البحرية المزدحمة بالمقاهي والمطاعم والمتاجر، وقوارب الرحلات التي تنطلق نحو العاصمة فاليتا والجزر المجاورة، حيث ينبض قلب مالطا بالحركة، وتتناغم الحداثة مع المشهد البحري الخلاب.

ليس غريبا أن يجد الزائر العربي صدى مألوفا في مالطا، فالكثير من مدنها وقراها تحمل أسماء ذات جذور عربية مثل "مدينا" و"مرسا كسلوك" و"وردية".

أسماء مدن مثل سليما ومليحة واللغة المالطية عموما رغم كونها لغة أوروبية، إلا أنها تحتفظ بنسبة كبيرة من المفردات العربية في عبارات التحية والأسماء والمصطلحات اليومية، وذلك نتيجة قرون من التأثير الثقافي والعمراني العربي.

جزر ومعالم لا تُنسى

فاليتا: تقع المدينة في شبه جزيرة، وتتميز بتاريخها الغني، وتحتفظ بتقليد إطلاق المدفعية مرتين يوميا، في مشهد يربط الماضي بالحاضر.
2: سياح يلتقطون الصور أثناء تجولهم في أحد مدخل فاليتا
سياح يلتقطون الصور أثناء تجولهم في أحد مدخل فاليتا (الجزيرة)

وحول فاليتا تمتد جزر مالطا الكبرى، وغوزو الخضراء، وكومينو الصغيرة، وكل منها يحمل طابعا مختلفا يجذب الزوار؛ من هدوء الشواطئ إلى القرى التقليدية والأسواق المحلية.

إعلان

وفي شوارع فاليتا الضيقة، يجد السائح نفسه بين متاحف غنية بالآثار، وكاتدرائيات مزخرفة، وحدائق مرتفعة تطل على مرافئ تعج بالقوارب.

ويمكن للزائر أن يتجول في حدائق "أبّر بارّاكا" لالتقاط صور بانورامية، أو يكتشف أسرار التحصينات القديمة في قلعة سانت إلمو، أو يتنقل بالقارب التقليدي بين "المدن الثلاث" المقابلة لفاليتا (مالطا الكبرى وغوزو وكومينو)، حيث الحياة البحرية والطابع التاريخي الفريد.

قرية باباي (Popeye Village): موقع تصوير فيلم الرسوم المتحركة "باباي" الشهير، ونتيجة لذلك تحول المكان إلى قرية ملونة تضم بيوتا خشبية على الطراز البحري، كما تقام في المكان عروض حية، وأنشطة عائلية، وتنظم رحلات بالقوارب.
شاطئ قرية باباي (الجزيرة)

وتوجد قرية بباي في خليج "أنكور باي" في شمال مالطا، والتي بُنيت خصوصا عام 1979 لتصوير فيلم باباي الشهير من إنتاج شركتي باراماونت وديزني. اختير الموقع لكونه يقع في خليج محمي ويضم مناظر طبيعية ساحرة، سمحت بإقامة قرية خشبية كاملة جسدت عالم الشخصية الكرتونية.

وبعد انتهاء التصوير، تحولت القرية إلى متنزه سياحي مفتوح يقدم عروضا وأنشطة عائلية على مدار العام، وتتراوح أسعار تذاكر الدخول إلى القرية بين 25 يورو للبالغين و16 يورو للأطفال.

***داخلية*** 7: قرية باباي كانت مكانا لتصوير فيلم باباي في العام عام 1980
قرية باباي كانت مكانا لتصوير فيلم الرسوم المتحركة الشهير وذلك في العام 1979 (الجزيرة)
جزيرة غوزو (Gozo): وجهة مثالية لمحبي الهدوء والطبيعة النقية، ويمكن الوصول إليها عبر القارب فقط. جزيرة كومينو (Comino): موطن "البحيرة الزرقاء" ذات المياه الفيروزية والرمال البيضاء، وهي مناسبة للسباحة والغوص.

عادتان غريبتان

تنتشر في بعض قرى مالطا تقاليد غريبة مرتبطة بالخرافات القديمة، أبرزها ما يُعرف بخداع الشيطان مرتين في اليوم.

عند إقامة الفعاليات أو المناسبات، يُعلن أهل القرية عن موعد البدء قبل ساعتين من الموعد الحقيقي، وذلك لخداع الشيطان أولا فيظن أن الوقت قد مر، وثانيا لإرباكه مرة أخرى عندما لا يجد أحدا في المكان في الوقت الأول، فيظن أن لا أحد سيأتي، وبالتالي لا يستطيع إلحاق الأذى أو التدخل في الحدث.

هذه الممارسة تُعد جزءا من موروث شعبي قديم يهدف إلى التحصن مما يُعتقد أنها أرواح شريرة، وحماية الناس من الحسد أو ما يعرف بسوء الطالع.

11: بيت من الطراز المعماري المالطي في فاليتا
بيت من الطراز المعماري المالطي في فاليتا (الجزيرة)

شهادات سياح ومقيم

تقول ريهام صبرا، وهي سائحة سورية للجزيرة نت، إنها زارت مالطا فوقعت في عشقها بسبب سهولة الحياة فيها، وأنها توفر كل مستلزمات السياح.

وأما ليلى محمد لطيف وهي سائحة عراقية، فتصف مالطا بأنها "بلد الأمان والحياة النابضة"، مشيرة إلى وجود الشواطئ المجانية والمياه الصافية في كل مدن مالطا.

وأما المواطن المغربي عبد الحق سعيد، وهو يقيم في مالطا منذ 36 عاما، فيعتبر الجزيرة موطن الهدوء والأمان والحب.

33: كنيسة سيدة جبل الكرمل من أشهر معالم مدينة سليما
كنيسة سيدة جبل الكرمل تنتصب وسط الصورة وهي من أشهر معالم مدينة سليما (الجزيرة)

معلومات مفيدة

يجمع المطبخ المالطي بين النكهات المتوسطية العربية منها والإيطالية، وأشهر أطباقه الأرانب المطبوخة بأسلوب تقليدي، إلى جانب الحلويات مثل "بان كيك" بنكهات متنوعة، والمأكولات البحرية الطازجة التي تشتهر بها القرى الساحلية.

إعلان

وتظل المطاعم العربية وخيارات الطعام الحلال متوفرة في كل من العاصمة فاليتا ومدينتي سانت جوليان، وسليما، حيث الخيارات المتعددة للطعام ومطاعم الحلال المعروفة بمسمى الكباب، إضافة إلى توفر الأكلات البحرية والنباتية التي يتميز بها المطبخ المالطي وهي تندرج ضمن الأكل الحلال.

وأما عن التنقل، فإن مالطا تضم شبكة نقل عام مريحة، مع توفر بطاقة سياحية بسعر 19 يورو تتيح التنقل بحرية بالحافلات.

4: عدد من المنازل التقليدية بمالطا تتميز بأبوابها الزرقاء ونوافذها الحديدية وجدرانها الحجرية
عدد من المنازل التقليدية بمالطا تتميز بأبوابها الزرقاء ونوافذها الحديدية وجدرانها الحجرية (الجزيرة)

ولاستكشاف البلاد بطريقة ممتعة، يمكن استخدام الباص السياحي المكشوف الذي يعمل بنظام الصعود والنزول (Hop-On Hop-Off) على مسارين:

الخط الأحمر (الشمالي): يمر بالشواطئ الشمالية والمعالم الساحلية، مثل مدينة المليحة وقرية باباي. الخط الأزرق (الجنوبي): يتجه إلى المواقع الأثرية والمعابد القديمة، مرورا بالعاصمة والقرى التقليدية.

وضمن خيارات السائح لتقليل مصاريفه خلال زيارته لمالطا، فمن الممكن اختيار السكن في نُزل وهو ما يعرف باسم هوستل (Hostel) بتكلفة 10 إلى 20 يورو لليلة الواحدة، فضلا عن استخدام بطاقة النقل العام التي تكلف 19 يورو، والحرص على تناول الوجبات في المطاعم المحلية أو في الأسواق الشعبية بميزانية تتراوح بين 15 إلى 30 يورو للشخص الواحد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق