كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، في تقرير لها الثلاثاء، عن بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية تجميع ضخمة لنحو 130 ألف جندي احتياط، في استعداد واضح لشن عملية عسكرية واسعة تهدف إلى إعادة احتلال مدينة غزة.
ويأتي هذا الحشد العسكري غير المسبوق في وقت تتصاعد فيه الخلافات بشكل حاد بين المؤسسة العسكرية ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، حول جدوى وتوقيت العملية، والأسئلة الوجودية حول "اليوم التالي" في غزة.
تحديات معقدة وخطة من مرحلتين
بحسب الإعلام العبري يدرك جيش الاحتلال الإسرائيلي أن القتال داخل مدينة غزة سيكون "معقدًا للغاية"، مستذكرًا الثمن الباهظ الذي دفعه في العملية السابقة، والذي بلغ 100 قتيل ومئات الجرحى. وتتلخص التحديات الرئيسية في:
طبيعة الأرض: منطقة حضرية شديدة الاكتظاظ، تعج بشبكة أنفاق واسعة ومبانٍ شاهقة.
استعدادات حماس: زرع العبوات الناسفة، وتلغيم المباني والأنفاق، ونصب الكمائن ونشر فرق القناصة والمضادات للدروع.
ملف المحتجزيين: سيضطر الجيش للعمل بحذر شديد، مما يحد من استخدام القصف الجوي والمدفعي المكثف، ويزيد الاعتماد على الذخائر الدقيقة.
وذكرت الصحيفة العبرية أن الخطة العسكرية ستتم على مرحلتين: الأولى فرض طوق كامل على المدينة وإخراج السكان، والثانية إدخال الفرق العسكرية إلى داخلها في عملية قد تستمر لأشهر.
خلافات في القمة وشكوك في القاعدة
نقل تقرير الإعلام العبري وجود خلاف جوهري بين القيادة العسكرية لاحتلال ونتنياهو.
ففي حين ترى المؤسسة الأمنية للاحتلال بأكملها ضرورة استنفاد كل فرص المفاوضات قبل شن الهجوم، يبدو أن المستوى السياسي مصمم على العملية.
هذا الانقسام في القمة بدأ ينعكس على القاعدة، حيث بدأ جنود الاحتياط والضباط لدى الاحتلال في طرح تساؤلات حول الهدف النهائي.
ونقلت الصحيفة العبرية تساؤلهم: "ماذا سيحدث بعد مدينة غزة؟ ما هي الدعاية التي سيُقدمها رئيس الوزراء؟".
وأشارت إلى حالة من الإحباط بسبب العودة المتكررة لنفس المناطق التي سبق احتلالها، قائلة: "هناك أماكن مثل الزيتون احتُلت سبع مرات وبيت حانون ست مرات، وفي جباليا توقفوا عن إحصاء عدد مرات احتلالها"، مما يثير شكوكًا عميقة حول قدرة الجيش على تحقيق "صورة نصر" حقيقية هذه المرة.
0 تعليق