أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، أن الحب الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم لا ينفصل عن الاتباع الصادق له، موضحًا أنه "من المستحيل أن تجد شخصًا يحب النبي بصدق ويقين، ثم يتخلف عن الصلاة أو الصيام أو أوامر الشرع؛ فهذا حب مزيف لا أصل له".
أستاذ فقه بالأزهر: الصحابة كانوا يتتبعون أفعال النبي
وأضاف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن الصحابة رضي الله عنهم جسدوا هذا المعنى عمليًا، حتى أنهم كانوا يتتبعون أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في أبسط الأمور، كالأكل والشرب. فقد روى سيدنا أنس أنه لما رأى النبي يحب قرع العسل، جعله أحب هذا الطعام منذ ذلك اليوم، حتى صار يضعه في طعامه محبة للنبي.
وأشار أستاذ فقه بالأزهر إلى أن المصريين حين اختاروا حلاوة المولد للتعبير عن محبتهم للنبي، لم يأت ذلك من فراغ، بل استنادًا إلى ما ورد في السنة من أن النبي كان يحب الحلوى والعسل.
وشدد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر على أن الحب ليس مجرد كلام باللسان، وإنما هو ميل قلبي صادق يدفع صاحبه إلى الاتباع، "فكما أن الزوج الذي يسيء لزوجته لا يُعد محبًا صادقًا لها مهما كرر بلسانه عبارات الحب، فكذلك من يدعي حب النبي دون اتباع، فإن حبه مجرد ادعاء".
وأوضح أستاذ فقه بالأزهر، أن هذا لا ينفي وقوع تقصير من بعض الناس في الاتباع، لكن ما يعوض هذا النقص هو الحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مستشهدا بحديث ورد فيه أن أحد الصحابة كان يُبتلى بكثرة شرب الخمر ويقام عليه الحد مرارًا، فدعا عليه رجل قائلًا: لعنك الله ما أكثر ما يؤتى بك! فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «لا تلعنوه، فإنه يحب الله ورسوله».
وأكد أستاذ فقه بالأزهر أن "المحبة الصادقة للنبي صلى الله عليه وسلم ترفع صاحبها وتكون سببًا في نجاته، حتى وإن قصّر في بعض الطاعات، فهي الأساس الذي يثمر اتباعًا حقيقيًا مليئًا بالرضا واليقين".
0 تعليق