01 سبتمبر 2025, 7:56 مساءً
من دعم المحتاج إلى صناعة قصص النجاح، قطعت المؤسسات المانحة في المملكة رحلة ملهمة، نقلت المستفيد من الاعتماد على المساعدات إلى الاعتماد على نفسه، في تحول صنع فارقاً في حياة الأفراد والمجتمعات.
تُعد المؤسسات المانحة ركناً أصيلاً في مسيرة العمل الخيري، ورافداً أساسياً في دعم الجمعيات والمؤسسات غير الربحية. لم يقتصر دورها على تقديم الدعم المالي للمشاريع التقليدية، بل تجاوزته إلى ابتكار أساليب وفنون في العطاء، تركز على التمكين كنهج مستدام، انطلاقاً من المبدأ المعروف: “علمني كيف أصطاد ولا تعطيني سمكة”.
هذه المؤسسات حرصت على إطلاق مسابقات وأفكار إبداعية لابتكار مشاريع جديدة، خاصة الاستراتيجية منها، التي يمتد أثرها للمستفيد وأسرته، وتوفر له دخلاً دائماً واستقراراً معيشياً. كما أولت اهتماماً خاصاً بدعم المشاريع التعليمية، والشراكات المهنية، والاتفاقيات التوظيفية، بما يحول المستفيد من متلقٍ للدعم إلى شخص منتج وقادر على الاعتماد على نفسه.
ولأن العطاء الحقيقي يصنع فارقاً، فقد شهدنا قصص نجاح ملهمة لأسر بدأت رحلتها بالدعم، وانتهت لأن تصبح هي من يدعم الجمعيات نفسها، أو يساهم أبناؤها في تمويل مشاريع خيرية جديدة.
ومن خلال تجربتي العملية وقربي من بعض الجمعيات، عايشت مشاريع نوعية أحدثت فرقاً ملموساً في القرى والهجر، مثل تمويل مشاريع مياه لمعالجة الملوحة، وتنفيذ وحدات سكنية أنهت معاناة أسر من أزمة السكن، لينتقلوا بعدها من مرحلة الرعوية إلى مرحلة التمكين، ويحققوا نجاحات في مختلف مجالات حياتهم.
إن المؤسسات المانحة وأصحاب الأوقاف في المملكة يضربون أروع الأمثلة في العطاء الوطني، بقلوب مضيئة وانتماء صادق، مما يجعل أثرهم باقياً وممتداً، ويجسد المعنى الحقيقي للشراكة المجتمعية الفاعلة.
0 تعليق