01 سبتمبر 2025, 6:44 صباحاً
في خطوة جريئة، أبحر أسطول "الصمود العالمي" من برشلونة متجهًا إلى قطاع غزة، حاملًا أطنانًا من المساعدات الإنسانية، ويضم الأسطول، الذي يشارك فيه حوالي 20 قاربًا تحمل وفودًا من 44 دولة، وطعامًا ومياهًا وأدوية لدعم سكان القطاع المحاصر منذ 18 عامًا، ويهدف الأسطول إلى كسر الحصار الإسرائيلي وفتح ممر بحري إنساني، وسط تحذيرات من مجاعة تهدد نصف مليون شخص في غزة.
أكبر قافلة
ويتكون الأسطول من نحو 20 قاربًا انطلقت من برشلونة، تتراوح بين يخوت فاخرة قديمة وقوارب شراعية صغيرة وسفن صناعية، بعضها يحمل تاريخًا يزيد عن قرن، مثل السفينة "سيريوس"، ومن المتوقع أن تنضم إليها سفن أخرى من إيطاليا وتونس، لتشكل أكبر قافلة بحرية تسعى لكسر الحصار، وتتضمن المساعدات مواد غذائية أساسية ومياه شرب وأدوية، استجابة لأزمة إنسانية حادة أودت بحياة 332 فلسطينيًا بسوء التغذية، منهم 124 طفلًا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
ويسعى الأسطول إلى إيصال المساعدات مباشرة إلى غزة، مع الضغط لفتح ممر بحري دائم يضمن تدفق الإمدادات، والنشطاء، بمن فيهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ وآدا كولاو، عمدة برشلونة السابقة، يطالبون بوقف الحصار الذي يمنع وصول الإمدادات الأساسية، ويتزامن هذا التحرك مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة، التي أدت إلى تقييد وصول المساعدات، مما يفاقم المجاعة ويعرض حياة مئات الآلاف للخطر، وفقًا لـ"أستوشيتد برس".
التحديات البحرية
وتواجه الأسطول مخاطر كبيرة، إذ سبق لإسرائيل أن أوقفت محاولات مماثلة هذا العام، ففي يونيو، رحّلت السلطات الإسرائيلية ثونبرغ وآخرين بعد اعتراض سفينتهم "مدلين"، كما هاجمت طائرات مسيرة سفينة "الضمير" في مايو، وصادرت إسرائيل حمولة سفينة "الهندالة" في يوليو، بما في ذلك حليب الأطفال، وهذه التحديات تسلط الضوء على تعقيدات إيصال المساعدات عبر البحر، في ظل الحصار المستمر منذ 2007.
وشهد رصيف برشلونة تجمع آلاف المؤيدين، يرتدون الكوفيات الفلسطينية، ويرددون هتافات داعمة لفلسطين، والمشاركون، من نشطاء وسياسيين وصحفيين، يمثلون حركة تضامن عالمية تسعى لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية، وغريتا ثونبرغ، في تصريحات لها، وصفت الحصار بأنه انتهاك للقانون الدولي، مؤكدةً أن منع المساعدات يحرم السكان من أبسط مقومات الحياة.
ومع توقع وصول الأسطول إلى غزة بحلول منتصف سبتمبر، تتجه الأنظار إلى رد فعل إسرائيل، التي أعلنت عن تشديد القيود على المساعدات في شمال القطاع، والحرب، التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، تسببت في مقتل 63,000 شخص، فهل سينجح الأسطول في تحقيق هدفه أم ستواجه هذه المبادرة الإنسانية مصير سابقاتها؟
0 تعليق