دراسة: انهيار التيار الأطلسي الحرج لم يعد احتمالا ضئيلا - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

Published On 1/9/20251/9/2025

|

آخر تحديث: 08:51 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:51 (توقيت مكة)

خلصت دراسة حديثة إلى أن انهيار تيار أطلسي حاسم لم يعد من الممكن اعتباره حدثا منخفض الاحتمال، مما يجعل التخفيضات الكبيرة في انبعاثات الوقود الأحفوري أكثر إلحاحا لتجنب التأثير الكارثي لانهيار هذا الناقل المحيطي الضخم.

وتُعدّ الدورة الانقلابية المحيطية الأطلسية المعروفة بـ"أموك" (Amoc) جزءا رئيسيا من نظام المناخ العالمي. فهي تجلب المياه الاستوائية الدافئة بأشعة الشمس إلى أوروبا والقطب الشمالي، حيث تبرد وتنخفض لتشكل تيارا عائدا عميقا وحيويا.

وأشارت نماذج المناخ مؤخرا إلى أن الانهيار قبل عام 2100 غير مرجح، لكن التحليل الجديد لفحص النماذج -التي تم تشغيلها لفترة أطول، حتى عامي 2300 و2500- يُظهر أن نقطة التحول التي تجعل إغلاق "أموك" أمرًا لا مفر منه من المرجح أن يتم تجاوزها في غضون بضعة عقود، ولكن الانهيار نفسه قد لا يحدث إلا بعد 50 إلى 100 عام.

ووجدت الدراسة المنشورة في مجلة "رسائل البحوث البيئية" أنه في حال استمرار ارتفاع انبعاثات الكربون، فإن 70% من نماذج التشغيل ستنهار، بينما سيؤدي مستوى متوسط ​​من الانبعاثات إلى انهيار 37% منها. وحتى في حالة انخفاض الانبعاثات المستقبلية، حدث توقف في محطة "أموك" في 25% من النماذج.

وحذّر العلماء سابقا من ضرورة تجنّب انهيار دورة أموك "بأي ثمن" إذ سيؤدي ذلك إلى تغيير حزام الأمطار الاستوائية الذي يعتمد عليه ملايين البشر في زراعة غذائهم، وإغراق أوروبا الغربية في شتاء شديد البرودة وجفاف صيفي، وزيادة منسوب مياه البحر المرتفع بالفعل بمقدار 50 سنتيمترا.

وقال البروفيسور ستيفان رامستورف، من معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ في ألمانيا -والذي شارك في الدراسة- إن النتائج الجديدة "صادمة للغاية، لأنني كنت أقول سابقا إن احتمال انهيارأموك نتيجة للاحتباس الحراري كان أقل من 10%. لكن الآن، حتى في سيناريو انخفاض الانبعاثات، والالتزام باتفاقية باريس للمناخ، يبدو أن النسبة قد تصل إلى 25%".

إعلان

ويشير إلى أن هذه الأرقام ليست مؤكدة تمامًا، لكن ضمن عملية تقييم للمخاطر فإن احتمال انهيار أموك -حتى لو كان 10%- يُعدّ مرتفعًا للغاية.

وقال إن "نقطة التحول التي يصبح فيها الإغلاق حتميا ستكون على الأرجح خلال السنوات الـ10 إلى الـ20 القادمة تقريبًا، وهذه نتيجة صادمة أيضًا، ولذلك علينا التحرك بسرعة لخفض الانبعاثات".

وعام 2021، رصد العلماء علامات تحذيرية لنقطة تحول، وهم يعلمون أن التيار الأطلسي الشمالي قد انهار في الماضي.

وقال البروفيسور سيبرين دريفهوت، من المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية، والذي كان أيضا جزءًا من الفريق "تُظهر الملاحظات في أعماق المحيط الأطلسي (أقصى شمال الأطلسي) بالفعل اتجاها تنازليا على مدى السنوات الـ5 إلى الـ10 الماضية، بما يتوافق مع توقعات النماذج".

وحتى في بعض السيناريوهات متوسطة ومنخفضة الانبعاثات، يتباطأ التيار النفاث -وهو من التيارات الهوائية سريعة التدفق من الغرب إلى الشرق في أعالي الغلاف الجوي- بشكل كبير بحلول عام 2100، ثم ينطفئ تماما بعد ذلك. وهو ما يُظهر أن خطر الانقطاع أشد مما يتصوره الكثيرون، حسب الدراسة.

وأعرب العلماء عن قلقهم الشديد من اكتشافهم أن نقطة التحول في العديد من النماذج ستصل خلال العقد أو العقدين المقبلين، وبعد ذلك يصبح توقف "أموك" أمرا لا مفر منه بسبب ردود الفعل المضخمة ذاتيًا.

انهيار التيارات المحيطية يؤثر على الحياة البحرية والتنوع البيولوجي والمناخ العالمي (الفرنسية)

أقرب من المتوقع

كما وجدت دراسة جديدة أخرى، باتباع نهج مختلف، أن نقطة التحول ستُبلغ على الأرجح حوالي منتصف هذا القرن.

وترتفع درجات حرارة الهواء بسرعة في القطب الشمالي بسبب أزمة المناخ، مما يعني أن المحيط هناك يبرد ببطء أكثر، فالمياه الدافئة أقل كثافة، وبالتالي تغوص في الأعماق ببطء أكثر.

ويسمح هذا التباطؤ بتراكم المزيد من الأمطار في المياه السطحية المالحة، مما يجعلها أيضًا أقل كثافة، ويبطئ عملية الغوص أكثر، ويشكل حلقة تغذية راجعة.

ولم يُشغَّل سوى عدد قليل من نماذج الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لما بعد عام 2100، لذا بحث الباحثون أيضًا في أيٍّ من النماذج التي تمتد حتى نهاية هذا القرن تُظهر أن "أموك" في حالة تدهور نهائي بالفعل، بنسب تتراوح بين 70% و37% و25%.

وخلص العلماء إلى أن "هذه الأرقام لم تعد تتوافق مع نموذج الاحتمالية المنخفضة والتأثير العالي المُستخدم لمناقشة انهيار أموك المفاجئ، في آخر تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ".

وقال البروفيسور إن الأرقام الحقيقية قد تكون أسوأ، لأن النماذج لم تتضمن سيل المياه الذائبة من الغطاء الجليدي في غرينلاند، والذي يعمل أيضًا على تجديد مياه المحيط.

ومن جهته صرح الدكتور آكسو هو، من المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي التابع لمؤسسة العلوم الوطنية في كولورادو بالولايات المتحدة -والذي لم يكن جزءًا من فريق الدراسة- بأن النتائج مهمة.

وأضاف "لكن لا يزال من غير المؤكد تمامًا متى سيحدث انهيار أموك أو متى ستتجاوز نقطة تحولها وذلك بسبب نقص الرصد المباشر للمحيطات وتباين نتائج النماذج".

إعلان

ومن جهته، يقول جوناثان بيكر من مركز هادلي التابع لمكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة إن المحيط يتغير بالفعل، والتحولات المتوقعة في الحمل الحراري شمال الأطلسي تُثير قلقا حقيقيًا.

ويشير إلى أنه حتى لو كان الانهيار مستبعدا، فمن المتوقع حدوث ضعف كبير، وهذا وحده قد يُخلف آثارًا وخيمة على مناخ أوروبا في العقود القادمة، لكن مستقبل الدورة الأطلسية لا يزال بين أيدينا، بحسب تقديره.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق