الذكاء الاصطناعي في ساحات القتال.. حين تكون الخوارزميات أداة للإغتيال - هرم مصر

الاسبوع 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرّد أداة دعم أو معرفة، بل أصبح محركًا رئيسيًا للقرار القتالي، حيث تعمل في الظل آلة أكثر هدوءًا، لكنها لا تقل فتكًا، إنها خوارزميات باردة لا ترى سوى بيانات وإحداثيات.

الاحتلال الإسرائيلي كان يعتمد على شبكات من العملاء والردع التقليدي، لكنه في السنوات الأخيرة دخلت مرحلة جديدة من الحرب، حيث بات الذكاء الاصطناعي سلاحًا قاتلًا يُدار من خلف الشاشات، يصطاد قادة المقاومة بصمت ودقة.

طور الاحتلال الإسرائيلي نظام «جوسبل»" بالتعاون مع خدمات مايكروسوفت أزور، لتوليد قوائم أهداف لحظية، يتم ضربها خلال دقائق، دون الحاجة لتدخل بشري مباشر.

من التنصت إلى القتل

لم تعد إسرائيل تكتفي بوسائلها الاستخباراتية التقليدية مثل التنصت أو التتبع الميداني، بل طوّرت أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك الأفراد، وتوقّع تحركاتهم، وتقديم توصيات بتنفيذ عمليات اغتيال في توقيتات «مثالية».

أجهزة الأمن الإسرائيلية اليوم قادرة على جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات من خلال اتصالات الهواتف، وصور كاميرات المراقبة الأرضية والجوية، ونشاط الهواتف المحمولة حتى في وضع الطيران، والمنشورات والمحادثات عبر وسائل التواصل، كل ذلك يُغذّى في منظومات خوارزمية متطورة، تُقيّم مستوى التهديد الذي يشكّله كل فرد، وتصدر توصيات باستهدافه خلال مدة قد لا تتجاوز بضع دقائق.

شهدت السنوات الأخيرة طفرة في استخدام التكنولوجيا لتنفيذ عمليات اغتيال صامتة وفعّالة، لم يعد الاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى وجود عملاء ميدانيين، بل أصبحت تعتمد على مزيج من الذكاء الاصطناعي، والطائرات بدون طيار، والهجمات السيبرانية، وأنظمة التعقب الرقمي.

عمليات اغتيال استهدفت قادة عسكريين، وعلماء نوويين، ومهندسين متخصصين، في دول مثل فلسطين، وإيران، وسوريا، ولبنان، واليمن، غالبًا دون أدلة مباشرة تدين المنفّذ، في واحدة من أكثر العمليات تطورًا، يتم التحكم فيها عن بُعد عبر الأقمار الصناعية، فعبر التكنولوجيا الحديثة التي تزود بها دولة الاحتلال بمساعدة الشركات التكنولوجية الكبري وأجهزة الاستخبارات العالمية، يتم استهداف الشخص المطلوب بضربة جوية دقيقة تنفذ بطائرات بدون طيار بعد تأكيد حراري من كاميرات الاستطلاع.

المقاومة في غزة تحبط تكنولوجيا الاحتلال بوسائل بدائية ذكية

الفصائل المسلحة في غزة خلال السنوات الأخيرة استطاعت إبعاد التكنولوجيا عن قياداتها داخل غزة لذلك وجدت دولة الاحتلال صعوبة بالغة في إغتيال قادتها، وكانت أغلب الإغتيال عن طريق الصدفة.

استطاعت حركات المقاومة داخل غزة التعامل مع هذا الوضع، مدركة أن الشركات التكنولوجية والإستخبارات العالمية هي مطية في يد دولة الاحتلال، لذلك حظرت استخدام الأجهزة المحمولة للقادة، وقامت بتبديل المركبات ونمط الحركة، واعتمدت «الممرات المظلمة» بعيدًا عن الرصد الجوي، وغيرها من الأساليب التي نجحت في تنفيذها.

فعلى الرغم من حجم الدمار الهائل وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال وهدم المباني، والمنشآت، إلا أنه مع كل ما يملكه من تكنولوجيا بمساعدة شركات التكنولوجيا العالمية وأجهزة استخبارات دولية ولديه قاعدة تحليل بيانات ضخمة لم يستطع الوصول إلى قيادات حركة المقاومة إلا عن الطريق الصدفة وأحيانا عن طريق بعض الهفوات في التواصل بينهم.

اقرأ أيضاً
«معلومات الوزراء» يستعرض تحولات ريادة الأعمال الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي

جيمس كاميرون: الذكاء الاصطناعي قد يُستخدم في استبدال الفنانين الحقيقيين

«الصحفيين» تنظم مناظرة حول الذكاء الاصطناعي في الصحافة بين الابتكار ومخاوف التغيير

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق