الأيام الالكترونية (شينخوا) :
وسط صحراء دبي الشاسعة، تمتد المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية على 44 كيلومترا مربعا، لنقل الطاقة الخضراء في ظروف الحر الشديد.
وساهم المشروع، وهو أحد المشاريع التعاونية الرئيسية لتعزيز بناء طريق الحرير الأخضر بين الصين والإمارات العربية المتحدة، في تزويد 320 ألف أسرة بالطاقة النظيفة، كما خفض انبعاثات الكربون بأكثر من 1.6 مليون طن سنويا منذ إطلاقه في فبراير من العام الماضي.
ويعتمد المجمع على ثلاث وحدات للطاقة الشمسية الحرارية بقدرة 200 ميجاوات لكل منها، أنشأتها شركة تيانجين المحدودة لبناء الطاقة الكهربائية التابعة لمجموعة هندسة الطاقة الصينية. وتعمل هذه الوحدات كنظام لتجميع الحرارة، حيث يتم تخزين الطاقة الحرارية خلال النهار عبر نظام ملح منصهر بدرجة حرارة عالية. وبعد غروب الشمس، يسخن الملح المنصهر الماء لإنتاج البخار، الذي يشغل التوربينات لتوليد الكهرباء وتوفير إمدادات الطاقة على مدار الساعة.
ويعد المشروع نموذجا للتعاون الصيني العربي في مجال الطاقة النظيفة، في وقت يمر فيه الجانبان بمرحلة حرجة من التحول الأخضر. وقد تطور التعاون بين الجانبين من مشاريع فردية إلى شراكات منهجية وإيكولوجية، لبناء "جسر أخضر" يرتكز على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين وتخزين الطاقة.
وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن استثمارات عالمية بقيمة 2.2 تريليون دولار أمريكي ستتجه إلى مصادر الطاقة المتجددة والنووية حتى عام 2025.
واستحوذت الصين، أكبر سوق للطاقة النظيفة في العالم، على 625 مليار دولار أمريكي في عام 2024، أي ما يعادل ثلث الاستثمارات العالمية. وقادت الصين العالم خلال العقد الأخير في مبيعات السيارات الكهربائية وسعة توليد الطاقة الكهروضوئية ومنشآت طاقة الرياح مما خلق أسسا قوية لتعاون صيني عربي أعمق.
وفي دبي، ساهمت شركة تيانجين المحدودة لبناء الطاقة الكهربائية أيضا في إنشاء محطة حصيان لتوليد الكهرباء بالفحم النظيف، وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط. وتوفر هذه المحطة نحو 20 بالمائة من احتياجات دبي من الكهرباء، معتمدة على أحدث التقنيات الخضراء، مما يساعد على تحقيق التوازن بين قيود الموارد وأمن الطاقة.
بالإضافة الى ذلك، تظهر مشاريع مشتركة مماثلة في المنطقة. ففي الإمارات العربية المتحدة، تزود محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، 200 ألف منزل بالطاقة الكهربائية وتقلل انبعاثات الكربون بحوالي 2.4 مليون طن سنويا. أما في المملكة العربية السعودية، سيوفر مشروع تخزين الطاقة المستقل الذي أنجزته الصين في مدينة البحر الأحمر الجديدة طاقة متجددة لمنطقة تبلغ مساحتها 28 ألف كيلومتر مربع.
ووراء هذه المشاريع توجد سلسلة إمداد صناعية صينية متكاملة للطاقة النظيفة. وأظهرت بيانات صادرة عن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في عام 2024 أن الصين قد بنت أكبر وأكمل سلسلة صناعية للطاقة الجديدة في العالم، حيث توفر 70 بالمائة من وحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية و60 بالمائة من معدات طاقة الرياح. /نهاية الخبر/
0 تعليق