
وأكد البيان الختامي للندوة أن موضوع هذا العام جاء مواكبًا لحاجة ملحّة في عصر تتعدد فيه التحديات الصحية والتنظيمية والبيئية، ويزداد فيه ارتباط أداء الشعيرة بالقدرة العلمية والتنظيمية، إلى جانب الاستطاعة البدنية والمالية.
وأجمع المشاركون في جلسات الندوة على أهمية توضيح المفهوم الصحيح للاستطاعة، وضرورة توعية الحجاج بمعانيها وأبعادها، بما يكفل أداء الفريضة وفق ما يرضي الله تعالى، دون مشقة أو تفريط، وتبصير الحجاج بالأنظمة والتعليمات المرتبطة بشعيرة الحج، وعَدّوها جزءًا من الاستطاعة الشرعية.
ودعوا إلى دعم البحث العلمي والدراسات الشرعية التي تعالج مسائل الاستطاعة وفق المتغيرات المعاصرة، وتفعيل دور الجامعات ومراكز الدراسات في هذا المجال، بما يعزز الفهم المقاصدي للشريعة ويحقق مبدأ التيسير ورفع الحرج، مؤكدًا حرمة مخالفة الأنظمة المنظمة لشؤون الحج، نظرًا لما قد يترتب عليها من أذى للحجاج، وإخلال بسلامة الخدمات المقدمة، ومشددًا على أن من لم تتحقق له شروط الاستطاعة الشرعية، فلا يلزمه الحج حتى تكتمل.
وأشادوا بالمبادرات التي أطلقتها المملكة العربية السعودية لتيسير الحج، ومنها "مبادرة طريق مكة" التي كان لها أثر واضح في تسهيل الإجراءات على الحجاج قبل قدومهم، وكذلك منصة "نسك" الرقمية، إحدى مبادرات وزارة الحج والعمرة، التي تقدم باقة متكاملة من الخدمات لتيسير رحلة الحاج بشكل رقمي ذكي.

وفي ختام البيان، ثمّن المشاركون الجهود المبذولة في تنظيم الندوة، والإعداد لها، واختيار موضوعها، مؤكدين أن ما تحقق جاء بتوفيق الله، ثم بفضل الدعم والتمكين من القيادة الرشيدة، -أيدها الله-، سائلين الله أن يبارك في هذه الجهود، وأن يحفظ الحجيج، ويكتب للجميع حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا.
0 تعليق