من المنتظر أن يزور أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، إسرائيل يوم الثلاثاء المقبل في إطار جولة إقليمية واسعة في الشرق الأوسط. تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا مستمرًا في التوترات العسكرية في غزة، حيث تهدف الجهود الأمريكية إلى تحقيق تهدئة وتسهيل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.

من المتوقع أن يناقش بلينكن مع المسؤولين الإسرائيليين وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار في غزة، إلى جانب ملف المساعدات الإنسانية التي يعاني القطاع من نقص حاد فيها. كما تهدف الزيارة إلى تعزيز جهود الوساطة بين الأطراف المتصارعة لمنع امتداد الحرب إلى مناطق أخرى.

زيارة متعددة المحطات: التنسيق مع حلفاء المنطقة

تشمل جولة بلينكن محطات أخرى في المنطقة، من بينها الأردن، قطر، مصر، والسعودية، حيث سيعمل على تنسيق المواقف مع الدول الحليفة للولايات المتحدة بشأن الأزمة المستمرة في غزة. يأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من عدم الاستقرار المتزايد، مع تحذيرات من تداعيات خطيرة في حال استمرار التصعيد.
 

إلى جانب التركيز على غزة، يتوقع أن يناقش بلينكن خلال جولته ملف الهجمات الإيرانية في المنطقة، والهجمات الحوثية الأخيرة التي تهدد التجارة في البحر الأحمر، إضافة إلى مخاوف من توسع الصراع إلى جبهات جديدة مثل لبنان وسوريا.

دور الولايات المتحدة في إنهاء الصراع

تأتي هذه الجولة في ظل ضغوط دولية متزايدة لإنهاء الحرب، خصوصًا بعد مقتل يحيى السنوار، زعيم حماس، الذي مثل نقطة تحول في الصراع. تسعى واشنطن إلى الضغط على الأطراف المتنازعة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتهيئة الأجواء لتحقيق استقرار طويل الأمد في القطاع.

ترى الإدارة الأمريكية أن هناك فرصة لتحقيق السلام في غزة في حال تم إضعاف حماس وإيجاد بدائل سياسية لتحقيق الاستقرار. ومع ذلك، تواجه الجهود الأمريكية تحديات كبيرة في ظل إصرار إسرائيل على مواصلة العمليات العسكرية حتى استعادة جميع الرهائن، ورفض حماس التنازل عن شروطها لتحرير الأسرى.

 هل تنجح جولة بلينكن في تحقيق اختراق دبلوماسي؟

يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن واشنطن من تحقيق تهدئة دائمة؟ أم أن التصعيد الحالي سيستمر في ظل التعقيدات الميدانية؟ تأتي زيارة بلينكن وسط ضغوط دولية ومحلية على الإدارة الأمريكية للتدخل بفعالية أكبر، لكن نجاحها سيعتمد على مدى استعداد الأطراف المعنية لتقديم تنازلات والوصول إلى حلول وسط.