يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ 691، مخلفًا وراءه كارثة إنسانية غير مسبوقة، تُوّجت بإعلان الأمم المتحدة رسميًا عن وجود مجاعة في القطاع.
ويتزامن هذا التطور الخطير مع استمرار غارات الاحتلال الإسرائيلية العنيفة التي تحصد أرواح العشرات يوميًا، خاصة بين المدنيين الذين ينتظرون المساعدات، فيما تبقى جهود مفاوضات وقف إطلاق النار تراوح مكانها دون أي تقدم فعلي.
حصيلة دامية تتصاعد
تواصل أعداد الضحايا الارتفاع بشكل مأساوي في ظل استمرار القصف المكثف على كافة مناطق القطاع.
ووفقًا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن مصادر طبية ووزارة الصحة في غزة:
الحصيلة الإجمالية: ارتفع عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 62,819 شهيدًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، ووصل عدد الإصابات إلى 158,629 جريحًا.
خلال 24 ساعة الماضية: استقبلت مستشفيات القطاع 75 شهيدًا و370 مصابًا.
ضحايا التجويع: ارتفع إجمالي شهداء سوء التغذية والجفاف إلى 303 أشخاص، بينهم 117 طفلًا، بعد تسجيل 3 وفيات جديدة.
شهداء لقمة العيش: استشهد 17 مدنيًا أثناء انتظارهم للمساعدات، ليرتفع إجمالي ضحايا هذه الفئة إلى 2,140 شهيدًا.
الأمم المتحدة تعلن المجاعة رسميًا
في تطور هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، أكدت الأمم المتحدة عبر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) وجود مجاعة في محافظة غزة، محذرة من أن نصف مليون شخص يواجهون جوعًا "كارثيًا".
من جانبها، حذرت متحدثة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أولغا تشيريفكو، من أن المجاعة تتفاقم بوتيرة متسارعة، وأن الوضع "من صنع الإنسان بالكامل وكان بالإمكان منعه".
وأكدت أن السبيل الوحيد لوقفها هو إدخال المساعدات بكميات كافية وفورًا، وإزالة كافة العوائق التي تحول دون وصولها.
الطفولة في قلب المأساة
وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الهجمات المستمرة على غزة بأنها "جزء مرعب من الواقع اليومي للأطفال".
وأكد المدير الإقليمي للمنظمة، عمار عمار، أن 1.1 مليون طفل يعانون من صدمات نفسية وعاطفية يصعب علاجها.
وأضاف أن سوء التغذية يتصاعد بمعدل كارثي، حيث يعاني قرابة طفل من بين كل أربعة أطفال من سوء التغذية الحاد الشديد، وهو الشكل الأكثر فتكًا.
إدانات دولية وجهود دبلوماسية متعثرة
على الصعيد الدولي، وصف الاتحاد الأوروبي مقتل مدنيين وصحفيين وعاملين في المجال الصحي بغارة إسرائيلية استهدفت مستشفى ناصر بأنه "غير مقبول على الإطلاق"، مجددًا دعوته لإسرائيل باحترام القانون الإنساني الدولي.
في المقابل، لا تزال جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار متعثرة. ورغم زيارة وفد مصري لإسرائيل مؤخرًا، نقلت هيئة البث العبرية عن مسؤولين مطلعين تأكيدهم أنه "لا توجد مفاوضات فعلية ولا أي تقدم في هذا الشأن"، وأن ما يجري يقتصر على محاولات لتنسيق بدء المحادثات.
يأتي هذا الجمود في وقت صادق فيه الكابينت الإسرائيلي على خطة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للمضي قدمًا في الحرب، وسط تجاهل للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية.
0 تعليق