«ذا غارديان»

سلّطت دراسة حديثة أجرتها جامعة فلوريدا الأمريكية وكلية لندن الجامعية في بريطانيا، الضوء على اتجاه مثير للقلق، ألا وهو التراجع الكبير في القراءة الترفيهية بين البالغين بالولايات المتحدة. الدراسة التي نُشرت في مجلة «آي ساينس»، كشفت عن انخفاض بنسبة 40% في انتشار القراءة الترفيهية مثل «الروايات خصوصاً الخيال، الغموض، الرومانسية، والخيال العلمي.
والقصص القصيرة، وكتب السيرة بأسلوب قصصي ممتع، والمجلات العامة، أو القصص المصورة، والشعر السهل» خلال العقدين الماضيين.
تُبرز نتائج هذه الدراسة تحولاً ملحوظاً في عادات القراءة لدى البالغين، مما يُشير إلى تراجع الاهتمام بها للمتعة فقط. ولهذا التراجع في القراءة للمتعة آثارٌ بعيدة المدى في النمو المعرفي، والرفاهية العاطفية، والمعرفة المجتمعية بشكل عام.
ومن خلال تحليل دقيق لعادات القراءة وتفضيلاتها، لاحظ الباحثون انخفاضاً مطرداً في وتيرة ومدة جلسات القراءة الترفيهية بين البالغين. ومن العوامل المساهمة في هذا التراجع تزايد المشتتات الرقمية، وزيادة وقت استخدام الشاشات، وتغير الأولويات في عالمنا الحديث سريع الخطى.
ولطالما ارتبطت القراءة الترفيهية المنتظمة بفوائد معرفية، منها تحسين التركيز، وتنمية مهارات التفكير النقدي، وتوسيع المفردات. ويشكل تراجع القراءة الترفيهية خطراً محتملاً على الصحة المعرفية، إذ قد يفقد الأفراد التحفيز الذهني والنمو الفكري اللذين توفرهما القراءة.
القراءة للمتعة لا تُثري عقل الفرد فحسب، بل تُعزز أيضاً الشعور بالتعاطف والإبداع والوعي الثقافي. ومع استمرار تراجع انتشار القراءة الترفيهية، يُخشى أن يشهد المجتمع فقداناً جماعياً لهذه الصفات القيمة، مما قد يؤدي إلى تآكل محتمل في التماسك والتفاهم الاجتماعيين.
لعكس هذا التراجع في قراءة المتعة، لا بد من تضافر الجهود على المستويين الفردي والمجتمعي.