فنان ورسام كاريكاتير فلسطيني راحل، عاش مأساة التهجير وظل ينقل معاناة وآلام شعبه عبر رسومات على جدران مخيم عين الحلوة، ثم عبر شخصية “حنظلة” التي ابتكرها وكانت بوصلته إلى فلسطين.
وسلطت حلقة (2025/8/26) من برنامج " تأملات" الضوء على ناجي العلي، الذي وُلد في قرية الشجرة التابعة لقضاء الجليل، ولجأ مع أهله وأبناء قريته إلى أحد مخيمات الجنوب اللبناني بعد تهجيرهم عام 1948.
بدأ ناجي يرسم آلام أمته وطموحاتها وأحلامها على جدران مخيم عين الحلوة، قبل أن يصبح من أهم رسامي الكاريكاتير في العالم العربي.
وصف العالم العربي بالكاريكتير، ووجد في الرسم اللغة العفوية للتعبير عن هذا الواقع بكل ما فيه.
ابتكر شخصية حنظلة التي تمثل صبيا في العاشرة من عمره، ويظل في هذا العمر مهما تعاقبت الأيام، ولن يكبر حتى يعود إلى فلسطين.
قال ناجي عن حنظلة" لقد قدمته للقراء وأسميته حنظلة كرمز للمرارة"، أي نسبة لنبتة الحنظل المرة. ويرى ناجي في حنظلة، هذا الطفل الصغير الحافي، كرمز لطفولته لأنه -كما يقول- ترك فلسطين في هذه السن.
وكانت شخصية حنظلة بمثابة أيقونة حفظت روح ناجي من السقوط، وكانت كالبوصلة التي تشير دوما إلى فلسطين، ليس بالمعنى الجغرافي، بل بالمعنى الإنساني والرمزي، أي القضية العادلة أينما كانت، أيّ حالة استعمار واحتلال.
وعلى أساس هذه المعادلة اغتيل ناجي في العاصمة البريطانية لندن عام 1978، ولم يزل حنظلة شاهد العصر الذي لا يموت، يدير ظهره ويعقد يديه خلف ظهره، ويقول "أنا حنظلة من مخيم عين الحلوة وعد شرف أن أظل مخلصا للقضية ووفيا لها".
0 تعليق