متاهة الذكاء الاصطناعي كيف تحارب الروبوتات المتطفلة؟ - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يشهد العصر الرقمي الحالي تحولًا جذريًا في طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في شتى مناحي الحياة.

وبدءًا من المساعدات الذكية التي تقدم إجابات فورية، ووصولًا إلى أنظمة التوصيات الذكية التي تحلل تفضيلات المستخدمين لتقديم محتوى مخصص، تثبت هذه التقنيات قدرتها على تبسيط المهام المعقدة ورفع كفاءة الأداء.

ولكن كلما زاد انتشار الذكاء الاصطناعي، برزت تحديات جديدة تهدد الخصوصية والأمان الرقمي، حيث ظهرت فئة من الروبوتات الذكية التي تعمل في الخفاء لجمع المحتوى تلقائيًا وتسجل البيانات الشخصية.

ونتيجة لذلك، أصبحت حماية البيانات تحديًا كبيرًا، وهنا يأتي دور "كلاود فلير" (Cloudflare) التي وجدت حلًا لمواجهة الروبوتات المتطفلة من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي كسلاح دفاعي.

وفي هذا الموضوع، نستكشف منصتها الجديدة المسماة "متاهة الذكاء الاصطناعي" (AI Labyrinth) وكيف تواجه الروبوتات المتطفلة، وكيف تمنعها من استغلال البيانات.

خدمة “كلاودفلير” تتعرض لهجمات “الحرمان من الخدمة” وتتوقف لساعة
حماية البيانات تحد كبير والحل لدى "كلاود فلير" لمواجهة الروبوتات المتطفلة (البوابة العربية للأخبار التقنية)

العدو الخفي

في الماضي، كانت المواقع الإلكترونية تعتمد على بروتوكولات بسيطة لتحديد ما يمكن وما لا يمكن لروبوتات استخلاص البيانات استخدامه. وقد التزمت الشركات التي تستخلص البيانات بهذه الإرشادات.

ولكن شركات الذكاء الاصطناعي تتجاهل التعليمات عند استخلاصها للبيانات من الإنترنت من أجل استخدامها لتدريب روبوتات الدردشة.

وتعتمد في ذلك على الروبوتات المتطفلة، وهي أدوات مؤتمتة تتنقل عبر الإنترنت لتنفيذ مهام جمع بيانات واسعة النطاق.

ويعمل العديد من الروبوتات المتطفلة لخدمة نماذج ذكاء اصطناعي تجارية، حيث تجمع المحتوى والمعلومات دون موافقة مالكي البيانات أو المستخدمين أنفسهم.

إعلان

وشهد المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي طفرةً كبيرة، وفي الوقت نفسه شهدت الروبوتات المتطفلة طفرة كبيرة.

وتجمع الروبوتات المتطفلة بيانات مواقع الويب لتدريب النماذج اللغوية الكبيرة دون إذن من مالكي المواقع، وهي ممارسة أثارت دعاوى قضائية عديدة من صناع المحتوى والناشرين.

وفي غياب تشريعات موحدة دوليًا، يتحمل المستخدمون وأصحاب المواقع العبء الأكبر لحماية أنفسهم.

وأمام هذا التحدي، ظهرت مبادرات عديدة لتوفير حلول فورية وفعالة. وتتصدر "كلاود فلير" المشهد عبر إطلاقها "متاهة الذكاء الاصطناعي" المصممة خصوصًا لمنع الروبوتات المتطفلة من جمع البيانات من المواقع الإلكترونية.

وتحاصر "متاهة الذكاء الاصطناعي" الروبوتات المتطفلة التي لا تلتزم بالقواعد الموضوعة لها عبر البروتوكولات، وتتلاعب بها لإهدار وقت وموارد الشركة المسؤولة عن الروبوتات.

ما "متاهة الذكاء الاصطناعي"؟

تعد "متاهة الذكاء الاصطناعي" بمنزلة منصة مبتكرة مصممة لمكافحة الروبوتات المتطفلة. ومن خلال استخدام المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي، تبطئ المنصة هذه الروبوتات وتوجهها بشكل خاطئ وتهدر مواردها.

وبعبارة أخرى، فإن "متاهة الذكاء الاصطناعي" آلية دفاع استباقية تنشر سلسلة من صفحات الويب المرتبطة التي ينشئها الذكاء الاصطناعي عند اكتشاف أي نشاط استخلاص بيانات غير مصرح به. ويعمل هذا النظام دون الحاجة إلى إنشاء قواعد مخصصة من قبل المستخدمين.

ومن خلال حث الروبوتات على تصفح هذه الصفحات المُنشأة بالذكاء الاصطناعي، تحول "متاهة الذكاء الاصطناعي" الموارد بكفاءة بعيدًا عن بيانات الموقع القيمة، مما يقلل من فعالية الروبوتات في استخلاص المعلومات اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

روبوت emo المصدر:موقع LivingAI
الروبوتات تعتقد أنها نجحت في استخراج المحتوى الذي كانت تبحث عنه وتظل بيانات الموقع محمية (لفنغ إيه آي)

إستراتيجية دفاعية

أصبح الذكاء الاصطناعي المولد شائعًا بشكل متزايد عبر المنصات، واستغلت "كلاود فلير" هذا التوجه لصالحها من خلال استخدام المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي كإستراتيجية دفاعية.

وعند اكتشافها، توجه "متاهة الذكاء الاصطناعي" الروبوتات المتطفلة إلى محتوى مقنع وغير ذي صلة، مولد بالذكاء الاصطناعي، والذي يبدو أصيلاً بما يكفي لخداع الروبوتات، ولكنه يفتقر إلى أي قيمة حقيقية، مما يهدر مواردها.

ومن أجل إنتاج هذا المحتوى المقنع، تستفيد "كلاود فلير" من منصة "وركيرز إيه آي" (Workers AI) ونموذج مفتوح المصدر لإنتاج صفحات ويب فريدة تتناول مواضيع علمية متنوعة.

ويجري توليد المحتوى مسبقًا وتخزينه في وحدة تخزين بيانات من "كلاود فلير" مما يضمن عدم وجود ثغرات أمنية، وإمكانية الوصول إليه بسرعة عند الحاجة.

ويضمن هذا النهج ألا ينشر المحتوى المولد معلومات مضللة، بل يظل واقعيًا، ولكن غير ذي صلة بالموقع الذي تستهدفه الروبوتات المتطفلة.

وتدمج هذه الصفحات المولدة بالذكاء الاصطناعي بسلاسة في مواقع الويب الحالية من خلال روابط مخفية تظل غير مرئية للزوار.

وعندما تتبع الروبوتات هذه الروابط المخفية، تستطيع "كلاود فلير" تحديدها على أنها حركة مرور آلية، مما يوفر بيانات قيمة تحسن نماذج التعلم الآلي.

إعلان

وتساعد هذه العملية المستمرة في تحسين قدرات "كلاود فلير" على الكشف، مما يضمن تفوقها على الروبوتات المتطفلة المتطورة.

وتمتلك "كلاود فلير" العديد من الأدوات لتحديد وحظر الروبوتات المتطفلة، ولكن حظر تلك الروبوتات قد ينبه مالك الروبوت، مما يؤدي إلى تغيير في النهج من أجل مواصلة حملة استخلاص البيانات.

ولذلك ابتكرت الشركة هذه الطريقة للتصدي لهذه الروبوتات، دون إعلامها بذلك من خلال بناء سلسلة من صفحات الويب المزيفة المنشأة بمحتوى مولد بالذكاء الاصطناعي.

وبهذه الطريقة، تعتقد الروبوتات أنها نجحت في استخراج المحتوى الذي كانت تبحث عنه، في حين تظل بيانات الموقع محمية.

ويمثل هذا النهج تحولاً ملحوظاً عن إستراتيجية الحظر والدفاع المعتادة التي تستخدمها معظم خدمات حماية مواقع الويب.

وفي الختام، يوضح المسار المتسارع لتطور الذكاء الاصطناعي أننا نقف عند مفترق طرق. فمن ناحية، تقدم هذه التقنيات إمكانات كبيرة لتحسين جودة الحياة ودفع عجلة الابتكار. ومن ناحية أخرى، فإن إساءة استخدامها تخلف تحديات غير مسبوقة تمس جوهر الخصوصية والأمان الرقمي.

وفي هذا السياق، تبرز حلول مثل "متاهة الذكاء الاصطناعي" كمنارات أمل، تثبت أنه بالإمكان تحقيق التوازن بين الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي وضمان حماية البيانات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق